تصدّر المشهد في دمشق، استقبال الرئيس السوري بشار الأسد، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين جابري أنصاري، والوفد المرافق له. كذلك، استقبل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، الوفد الإيراني، وبحث معه العلاقات الاستراتيجية التي تجمع دمشق وطهران. وعلى رغم الهدوء الذي عمّ مختلف الجبهات، إلا أن المعارك مع تنظيم «داعش» شمال البلاد، في ريف دير الزور الشرقي، لا تزال مشتعلة.وخلال اللقاء الذي جمع الأسد بالوفد الإيراني، الذي يرأسه كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري، تباحث المجتمعون في مستجدات الأوضاع في سوريا والمنطقة، حيث تمّ التأكيد على أهمية العلاقة «السورية ــ الإيرانية»، «كعامل استقرار في المنطقة في مواجهة السياسات التي تنتهجها أميركا وأدواتها والتي تقوم على نشر الفوضى وإضعاف الدول التي ترفض الخضوع لسياساتها»، بحسب البيان الرسمي الذي نشرته وكالة «سانا» السورية. وتناول الحديث المراحل التي تحققت في مكافحة الإرهاب والجهود المبذولة لتحقيق تقدم على المسار السياسي، وبخاصة في ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي. حيث كان هناك اتفاق في الآراء في شأن أن «الإدارة الأميركية والدول الداعمة للإرهاب تعمل على وضع العراقيل في كلا المجالين، في محاولة منها لكي تحقق في السياسة ما فشلت في تحقيقه طوال سنوات الحرب». وتم التأكيد على «عزم سوريا وإيران الاستمرار في مكافحة الإرهاب من جهة، ومواصلة الجهود الهادفة لتحريك المسار السياسي على رغم العراقيل الأميركية وصولاً إلى إنهاء الحرب على سوريا وإعادة الأمن والاستقرار إلى الأراضي السورية كافة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز الاستقرار في المنطقة ككل». كما تناول اللقاء العلاقات الثنائية والخطوات التي يقوم بها الجانبان بغية مواصلة تطوير العلاقات بما يخدم تحقيق مصالح الشعبين السوري والإيراني.
وفي سياق متصل، استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم، الوفد الإيراني الرسمي. وتناول الطرفان خلال اللقاء، «سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى آخر التطورات السياسية في سوريا والمنطقة، وخصوصاً الجهود والاتصالات السياسية الجارية في إطار عملية آستانة حول تشكيل لجنة مناقشة الدستور وآلية عملها، وأهمية الاستمرار في تعزيز التنسيق الثنائي بين الجانبين في المرحلة المقبلة»، بحسب ما نقلت وكالة «سانا».
ميدانياً، وفي خبر لافت تناقلته تنسيقيات المسلّحين نقلاً عن «المرصد المعارض»، فقد نفذت قوات «التحالف الدولي»، يوم أول من أمس، عملية إنزال جوي في قرية السويدية في ريف الحسكة الشمالي الشرقي عند الحدود «السورية ــ العراقية»، اعتقلت خلالها 3 أشخاص يرجح أنهم ينتمون لتنظيم «داعش»، ونقلتهم إلى جهة مجهولة، بحسب المرصد. إلى ذلك، لم تتوقف الاشتباكات بين مقاتلي «قسد» المدعومين من التحالف الدولي، وعلى رأسه القوات الأميركية، ومقاتلي تنظيم «داعش» المحاصرين في جيب شرق مدينة دير الزور. ونفّذت طائرات التحالف غارات جوية عدة، ترافقت مع قصف مدفعي من جانب «قسد» ضد مواقع في منطقة سيطرة «داعش».
وعلى الجهة العراقية، فقد أعلن قاطع غرب الأنبار في «الحشد الشعبي» العراقي، عن مقتل وإصابة 20 مسلحاً من تنظيم «داعش» بضربات صاروخية استهدفت مواقعهم في الأراضي السورية. وقال قائد عمليات قاطع غرب الأنبار في «الحشد الشعبي»، قاسم مصلح، إن «صواريخ الحشد الشعبي حققت ضربات دقيقة في مناطق (المراشدة وموزان وسوسة والباغوز الفوقاني) السورية مستهدفةً مستشفى ميداني ومقرات ومستودع للأسلحة تابعة لداعش». وأضاف مصلح أن «مصادرنا الموثوقة أكّدت أن القصف الصاروخي أسفر عن تدمير المستشفى وقتل 13 إرهابياً وجرح 7 آخرين».