تابع الجيش السوري عملياته في منطقة تلول الصفا، في ريف دمشق الجنوبي الشرقي. صباحاً، سيطر الجيش على عدد من النقاط في المنطقة وأبرزها تلول الصفا، التي تعدّ تلة «حاكمة» واستراتيجية، وذلك بعد مواجهات مع مقاتلي «داعش» في المنطقة. وقد لاحقت القوات السورية بقايا مقاتلي «التنظيم» في الجروف الصخرية في المنطقة الواقعة بين تلول الصفا باتجاه الجنوب (قبور لويزة) وباتجاه الغرب (قبر الشيخ حسين)، فيما أتمّ الجيش السوري سيطرته الكاملة على النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، نقلت عن مصدر عسكري قوله إن «وحدات الجيش أحرزت تقدماً كبيراً في تلول الصفا بعد سيطرتها على أعلى التلال فيها»، وهي تتابع «تطهير المناطق المحررة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي بعدما قضت على أعداد كبيرة منه». وقد أشارت مصادر عسكرية خاصة بالـ«الأخبار» إلى أن «مفاوضات كانت تجري بين الجانب الروسي وتنظيم داعش، في الوقت الذي كان الجيش السوري يتابع فيه عملياته في المنطقة. ولما ضاق الخناق على المسلحين، طلبوا الخروج من المنطقة نحو مدينة البوكمال عبر البادية». وأضافت المصادر أن «الجانب الروسي، وبالتنسيق مع الجيش السوري، تعهّد لمقاتلي داعش بأن لا يتمّ قصف المعبر الذي يربط منطقة البادية بمدينة البوكمال، بينما تجري عملية الخروج، التي ينتقلون بها إلى الجيب الأخير لتنظيم داعش شرقي الفرات»، مؤكداً أن ذلك «يجري في إطار مفاوضات مطولة جرت تحت النار».
من جهة أخرى، نفى «التحالف الدولي»، بقيادة الولايات المتحدة، أن تكون ضرباته على آخر جيب تحت سيطرة تنظيم «داعش» في شرق سوريا قد قتلت مدنيين، متّهماً قوات أخرى موجودة في المنطقة، في ما يبدو إشارة إلى الجيش السوري. وقد أحصى «المرصد السوري» المعارض، أمس، مقتل 43 شخصاً بينهم 36 مدنياً من أفراد عائلات مقاتلي التنظيم، جراء ضربات قال «إن طائرات التحالف نفذتها فجراً على قرية أبو الحسن الواقعة قرب بلدة هجين في محافظة دير الزور». لكن المبعوث الأميركي لدى «التحالف الدولي»، بريت ماكغورك، كتب في تغريدة على «تويتر»، اليوم، أن «التقارير عن خسائر في صفوف المدنيين والمنسوبة إلى ضربات التحالف عارية من الصحة». وأفاد «التحالف» في بيان، بتنفيذه 19 ضربة ضد أهداف للتنظيم في الفترة الممتدة بين ليل الجمعة وبعد ظهر السبت، بعد التأكد من أنها «خالية من المدنيين». وأوضح أنه استناداً إلى «تقييمه الأولي بعد الضربات، لا توجد أدلة على وجود مدنيين قرب مكان الضربات». كذلك، أكد «التحالف» في الوقت ذاته «رصده تنفيذ إجمالي عشر ضربات إضافية في المنطقة ذاتها، لم يكن مصدرها التحالف أو القوات الشريكة». ودعا، بدوره، «كافة اللاعبين الآخرين إلى التوقف عن إطلاق نيران بشكل غير منسّق عبر نهر الفرات». وكانت موسكو ودمشق وطهران قد اتهمت، كلاً منها على حدة، في أوقات سابقة، طائرات التحالف الدولي بقصف المدنيين في منطقة هجين في ريف دير الزور. كذلك، اتهمت موسكو مراراً القوات الأميركية باستعمال قنابل النابالم الحارقة في قصف المنطقة هناك.
وفي سياق متصل، تناقلت تنسيقيات المسلحين خبراً يشير إلى أن وفداً من «التحالف الدولي» عقد اجتماعاً مع مسؤولين من «قسد»، في قرية «تل حبش» جنوب مدينة عامودا في ريف الحسكة الشمالي. وقد تناقلت التنسيقيات أيضاً صوراً للاجتماع. وبدوره، أشار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، عقب لقائه رئيس الأركان الأميركي جوزيف دانفورد، إلى أنه أبلغ الأخير «تطلع تركيا إلى وقف الولايات المتحدة الأميركية دعمها لتنظيم قسد». وأضاف أكار أن تركيا حذرت «الجانب الأميركي من تكرار مشاهد جنودهم مع الإرهابيين»، مؤكداً أنه أبلغهم «رفضنا لتلك الصور المستفزة».
على الجهة الأخرى من الحدود، أكدت قيادة العمليات المشتركة في العراق أن الحدود العراقية مع سوريا «مؤمنة ومراقبة بشكل تام». وقال المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول، في تصريح إلى قناة «روسيا اليوم»، إن «القوات العراقية تؤمن الحدود بشكل كامل وتمنع أي محاولات تسلل لمسلحي تنظيم داعش باتجاه أراضينا، وتفرض سيطرة كاملة على الشريط الحدودي». وأضاف رسول أن «هناك محاولات في بعض الأحيان من قبل مسلحي داعش للوصول إلى داخل الأراضي العراقية، لكن القوات الموجودة هناك وعمليات المراقبة التي نقوم بها بشكل مستمر تنهي كل تلك المحاولات».