في اليوم الثاني على التوالي، تصوّب موسكو في تصريحاتها على الولايات المتحدة الأميركية، وأنشطتها في سوريا. رئيس هيئة الأركان الروسية، اتهم الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال شرقي البلاد. كما أكدّ العسكري الروسي، أن الاستخبارات الروسية ترصد في شكل دوري دخول قافلات نفط من شرق سوريا إلى أراضي تركيا والعراق. وزارة الخارجية الروسية أيضاً، حجزت لها حيزاً من التصريحات المباشرة ضد الأميركيين، أن الوجود غير القانوني للقوّات الأميركية في سوريا، «يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة».اتهم رئيس هيئة الأركان الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال شرقي سوريا. وقال غيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب: «الوضع شرق الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقل عن دمشق شمال البلاد، ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفيدرالية شمال سوريا الديموقراطية». وذكر أن «الأميركيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية».
وقال المسؤول العسكري الروسي، إن مسلحي «داعش» متواجدون في شرق الفرات فقط، «في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة»، مضيفاً: «في كانون الأول من العام الماضي انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سوريا، وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو داعش في شرق الفرات فقط، في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة، في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة جبهة النصرة داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب». غيراسيموف أضاف أن: «في غرب سوريا كانت هناك كذلك مجموعات متفرقة من المسلحين، كما كانت هناك خلايا نائمة لداعش، إلا أن القوات السورية، والأجهزة الأمنية تمكنت من تصفيتها والسيطرة على الوضع في شكل كامل». مشيراً إلى أنه في شرق البلاد «لم يتم اتخاذ إجراءات مماثلة»، مؤكداً أن «التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقسد التابعة له غير قادرين على إحكام السيطرة على تشكيلات داعش في بلدة هجين». كما اتهم غيراسيموف الغرب بعرقلة إجراء العملية الإنسانية خلال المرحلة الأخيرة من استعادة الجيش السوري لمناطق واسعة في ريف دمشق. غيراسيموف قال إن الخوذ البيضاء، التي وصفها بـ«منظمة إنسانية زائفة»، قامت يوم 7 نيسان بتصوير مشهد عن «استعمال القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية في دوما»، ما أدى إلى استفزاز واشنطن وحلفائها لشن ضربة ضد سوريا، مضيفاً: «تم استعمال 105 صواريخ مجنحة. القوات السورية استطاعت صد الهجمات الصاروخية بنجاح».
وفي سياق متصل، أكد الجنرال فاليري غيراسيموف، أن «الاستخبارات الروسية ترصد في شكل دوري دخول قافلات نفط من شرق سوريا إلى أراضي تركيا والعراق». وقال غيراسيموف خلال الاجتماع نفسه، إن «وسائل الاستطلاع الروسية تسجّل حركة قوافل تنقل النفط، قادمة من المناطق الشرقية من سوريا، التي يسيطر عليها التحالف، متوجهة إلى أراضي تركيا والعراق». وأضاف غيراسيموف أنه «في الوقت نفسه، الأموال الآتية من بيع المنتجات النفطية، تذهب إلى تمويل إرهابيي داعش». وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، أنه «تم القضاء على 23 ألف مسلح في سوريا وتحرير 387 حي سكني من أيدي المتطرفين خلال عام واحد». وأوضح أن الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» بدأت بـ«النشاط وتوسيع مناطق نفوذها شرق الفرات في سوريا». كما أكد غيراسيموف أن «روسيا عرضت على الولايات المتحدة إزالة القاعدة الأميركية في التنف وفرض سيطرة روسية أميركية مشتركة على المعبر الحدودي، لكن الشركاء الأميركيين تركوا مقترحاتنا من دون إجابة».
من جهة أخرى، أعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن «الوجود غير القانوني للقوات الأميركية في سوريا يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة». وقالت زاخاروفا خلال موجز صحافي: «الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا تدعو لقلق متزايد». وأضافت: «يتواصل احتلال أميركي غير شرعي لمنطقة 55 كيلومتراً حول قاعدة التنف حيث يتصرف الأميركيون هناك وكأنهم أصحابها». وتابعت زاخاروفا: «من وجهة نظر أوسع، نرى أن غاية الوجود الأميركي غير الشرعي يتمثل في محاولة اللعب بالورقة الكردية، والسعي نحو تقسيم سوريا، بغض النظر عن التصريحات الرسمية التي تزعم الالتزام بوحدة أراضي سوريا».