يزداد التوتر الحاصل في الشمال والشرق السوري. تداخل القوى والعوامل يدفع المنطقة إلى مزيد من التسخين السياسي، والميداني إلى حد ما. «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من «التحالف الدولي» والقوات الأميركية، استطاعت، أخيراً، عزل مقاتلي «داعش» عن الحدود العراقية، عبر السيطرة على منطقة الباغوز في أقصى امتداد نهر الفرات داخل الأراضي السورية قبل الدخول في العراقية، بالإضافة إلى تقدم قوات «قسد» في منطقة هجين، بعد معارك عنيفة امتدّت لأشهر.وأعربت تركيا، على لسان الناطق باسم حزب «العدالة والتنمية»الحاكم، عمر جليك، عن «استيائها الشديد» من الأنباء «عن تدريب الولايات المتحدة ما بين 35 و40 ألف شخص شمال شرق سوريا».
وخلال مؤتمر صحافي في مقر الحزب في أنقرة، تطرّق جليك إلى الأنباء عن عمل الولايات المتحدة على تدريب عشرات الآلاف من مسلّحي «قسد»، إذ لفت إلى أن تركيا «لا ترى في مثل هذه الخطوات مقاربات ذات نيات حسنة»، مشدداً، في هذا السياق، على أنّ بلاده «ستتحرك فوراً للقضاء على أيّ تهديد قد يتشكّل ضدّ أمنها القومي أياً كانت القوة التي تواجهها».
وفي الوقت الذي تشنّ فيه «قسد» عملياتها ضدّ تنظيم «داعش»، أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، أن طائرات «F16» العراقية، نفّذت ضربات جوية داخل الأراضي السورية. وقالت قيادة العمليات، في بيان، إنه «بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة وبإشراف قيادة العمليات المشتركة، نفذت طائرات F16 العراقية اليوم، وفق معلومات دقيقة من مديرية الاستخبارات ومكافحة الإرهاب، ضربات جوية في منطقة سوسة في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي». وأضاف البيان أنَّ «طائراتنا دكّت هدفين: الأول عبارة عن مقرّ يوجَد في داخله 30 مسلحاً من داعش، كانوا يعتزمون عقد اجتماع مهم للمسؤولين. أما الهدف الثاني، فكان عبارة عن مقرّ يوجد فيه 14 إرهابياً ممّا يُسمى الانغماسيين». ولفت البيان إلى أنه «بناءً على المعلومات الاستخبارية، فإن هذه الضربات دمرت الهدفين بالكامل، وعادت طائراتنا بسلام إلى أرض الوطن بعدما حققت أهدافها المرسومة».
وبموازاة ذلك، قالت تنسيقيات المسلحين، إنّ «عسكريين من الجيشين الإماراتي والسعودي تجوّلوا خلال الأسبوع الماضي برفقة جنود من التحالف الدولي في مناطق سيطرة قسد المدعومة من التحالف الدولي شرق سوريا، وزاروا مواقع للتحالف في قريتي خربة عطّو وزور مغار، وبلدة شيوخ تحتاني غرب وجنوب غرب مدينة عين عرب (كوباني) في ريف حلب الشمالي الشرقي، إضافةً إلى منطقة المطاحن في محيط مدينة منبج في ريف حلب الشمالي الشرقي». وبحسب التنسيقيات، فإن «هؤلاء العسكريين التقوا مسؤولين من قسد، في مسعى لتشكيل مجموعات وتدريبها في تلك المنطقة».
«الركبان» ليس مسؤولية أردنية أيضاً
بحث وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، ونائب مساعد وزير الخارجية، والمبعوث الخاص إلى سوريا جول ريبيرن، المستجدات في الأزمة السورية. وبحث الصفدي والوفد الأميركي «قضية اللاجئين السوريين»، حيث أطلع الوزير الأردني الوفد الأميركي على «الأعباء التي يتحمّلها الأردن جراء استضافة مليون و300 ألف سوري»، وشددا على «أهمية استمرار المجتمع الدولي في تحمّل مسؤولياته إزاء اللاجئين الذين يشجع الأردن عودتهم الطوعية إلى بلادهم». وبحث الجانبان «موضوع تجمّع الركبان للنازحين السوريين في الأراضي السورية»، حيث أكد وزير الخارجية الأردني أنّ «الركبان ليس مسؤولية أردنية، ويجب أن تُحَلّ قضيته في سياق سوري»، مشدداً على أنّ «الحل الجذري لمشكلة التجمع هو تأمين عودة قاطني التجمع إلى مدنهم وبلداتهم».