وفي ظل الواقع الميداني وشراسة قتال «داعش»، يحاول «التحالف» تجنّب المغامرة واقتحام المناطق بالقوة، خوفاً من كلفة بشرية عالية في صفوف القوات المهاجمة، لذلك يسعى للضغط على التنظيم لتسليم المناطق من دون قتال. ورغم أن احتمالات التوصل إلى اتفاق في هذه المنطقة ضئيلة، إلا أن مصادر قالت إن ما حصل قبل هجمات الأسبوع الماضي كان عبر اتفاق بين «داعش» و«التحالف»، تم خلاله تسليم سبعة أسرى من قوات «التحالف» كانوا في قبضة التنظيم منذ معارك بلدة السوسة.
نفت مصادر «قسد» وجود مفاوضات مع «داعش» لتسليم المنطقة
وأشارت هذه المصادر إلى أن التنظيم طلب تزويد مناطقه بمواد تموينية مقابل إتمام الصفقة، مع عرض قدمه «التحالف» لتسليم المقاتلين المحليين والعراقيين أنفسهم، على أن يتم نقل العراقيين منهم إلى بلادهم مع عوائلهم، وتقرير مصيرهم هناك. وفسّرت تلك المصادر تصعيد «التحالف»، عبر القصف الجوي الذي أدى إلى استشهاد عشرات المدنيين، بأن هدفه الضغط على قادة التنظيم للرضوخ لخيار التسليم. وفي المقابل، نفت مصادر مقرّبة من قيادة العمليات العسكرية في هجين وجود أيّ تواصل أو مفاوضات مع «داعش»، مؤكدة أن «الخيار الوحيد هو القتال حتى إنهاء وجود التنظيم في كامل المنطقة».
وفي موازاة ذلك، قال مدير مركز إعلام «قسد» مصطفى بالي، في تصريح إلى «الأخبار»، إن «التهديد التركي على الحدود أثّر بشكل مباشر على معركة هجين». وتحدّث بالي عن وجود صعوبات تتمثل في «كثافة الألغام والأنفاق، وشراسة التنظيم في الدفاع عن مواقعه، خاصة أن معظم المقاتلين الموجودين هم من المقاتلين المهاجرين (الأجانب) الذين يحترفون قتال الشوارع، بالإضافة إلى استخدام المدنيين دروعاً بشرية». ويرى بالي أن «أمام المعركة الكثير من الوقت لتُنجز، وفق المعطيات الحالية للمعركة»، مضيفاً أن «هناك مدنيين في هذا الجيب، وتصلنا أنباء عن وقوع ضحايا بينهم نتيجة استخدامهم من قبل التنظيم»، ولافتاً إلى أن «هناك سعياً لإجلائهم بشكل آمن، إلا أن التنظيم غالباً ما يمنعهم من الوصول إلى مناطق سيطرة قواتنا».