مجدداً أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عزم بلاده إطلاق حملة عسكرية في اتجاه المناطق السورية التي تسيطر عليها التنظيمات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. هذه المرّة، حدّد أردوغان نطاقاً زمنياً للعملية، إذ قال إنها ستقع «في غضون أيام»، لـ«تخليص منطقة شرق الفرات في سوريا من التنظيم الكردي (بي كا كا) الإرهابي الانفصالي».تأتي تصريحات أردوغان، في وقت تقوم القوات الأميركية المنتشرة شرق الفرات، وعلى الحدود مع تركيا، بإجراءات تعبّر عن «رفض» أميركي لأيّ تحرك تركي، بينما تشير تصريحات المسؤولين في واشنطن عن «مشاريع» طويلة الأمد لقواتهم وحلفائهم في سوريا.
كلام أردوغان، جاء خلال كلمة ألقاها، اليوم، في قمة الصناعات الدفاعية التركية في المجمع الرئاسي في العاصمة أنقرة، إذ أكّد أنّ بلاده «ليس لديها أيّ عداء تجاه الإدارة الأميركية ولا الجنود الأميركيين». وقال: «على رغم كل شيء، نرى الولايات المتحدة كحليف استراتيجي يمكننا المضي معاً في المستقبل شرط الالتقاء على أرضيات صحيحة»، مشدّداً على «ضرورة عدم السماح للخلافات العميقة في السياسة تجاه سوريا التي تعدّ مسألة وجود بالنسبة إلى تركيا، بأن تكون عائقاً أمام تعاون أكبر بين البلدين في المستقبل». وفصّل أردوغان كلامه بالقول: «بهذا المفهوم، أكّدنا ونؤكّد أنّنا سنبدأ حملتنا لتخليص شرق الفرات من المنظمة الإرهابية الانفصالية في غضون أيام»، مكرّراً أنّ «هدفنا ليس الجنود الأميركيين على الإطلاق، وإنّما عناصر التنظيم الإرهابي الذين ينشطون في المنطقة».
في المقابل، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية، الكولونيل روب مانينغ، أنّ الولايات المتحدة أنجزت إقامة نقاط مراقبة شمال شرقي سوريا قرب الحدود التركية لمنع حصول أي مواجهة بين الجيش التركي ومسلحين أكراد تدعمهم واشنطن، متجاهلاً بذلك طلباً رسميّاً تقدّمت به أنقرة لواشنطن للعدول عن إقامة هذه النقاط. وأضاف: «نحن نأخذ مخاوف تركيا الأمنية على محمل الجدّ، ونحن ملتزمون تنسيق جهودنا مع تركيا لتحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا».

واشنطن: باقون في سوريا بعد «داعش»!
تصريحات الرئيس التركي، جاءت بالتوازي مع تصريحات أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في شأن الوجود الأميركي في سوريا. وأكّد ترامب أنّ «الحرب ضدّ داعش شارفت على الانتهاء، وأنه سيتم القضاء على كافة إرهابيي داعش في غضون 30 يوماً». وأضاف خلال مشاركته يوم أمس في حفل في البيت الأبيض للتوقيع على قانون ينص على حماية ودعم الأقليات في كلّ من سوريا والعراق، قائلاً: «لقد فعلنا الكثير ضدّ داعش، لقد بقيت أعداد قليلة للغاية من هذا التنظيم في تلك البقعة من العالم، ولن يبقى منهم أحد خلال ثلاثين يوماً».
في موازاة ذلك، ومن واشنطن أيضاً، أكّد المبعوث الأميركي لشؤون «التحالف الدولي»، بريت ماكغورك، أنّ «الولايات المتحدة ستواصل البقاء في سوريا لحين تشكيل قوات أمن داخلية، لضمان استمرار الحفاظ على المكاسب التي تمّ تحقيقها من تنظيم داعش». وأوضح خلال مؤتمر صحافي عقده من مقر وزارة الخارجية، أنّ العمليات العسكرية ضدّ «داعش» في سوريا «لا تزال مستمرة»، مشيراً إلى أنَّ «وجود التنظيم هناك انخفض إلى نسبة 1 في المئة». ماكغورك أضاف أنّ بلاده «تقوم بالعديد من الأعمال بهدف استمرار المكاسب التي تم تحقيقها بعد تطهير سوريا من داعش تماماً». وحين سُئل عن أسباب استغراق عملية القضاء على «داعش» كل هذا الوقت، أرجع السبب إلى أن «مسلحي التنظيم يرتدون الأحزمة الناسفة، ويزرعون المواد المتفجرة المصنعة يدوياً في الأرض».
وفد إسرائيلي في موسكو
أفادت وزارة الدفاع الروسية، بعقد لقاء بين وفد من وزارة الدفاع الروسية برئاسة نائب رئيس إدارة العمليات الميدانية في هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، اللواء فاسيلي تروشيت، ووفد من وزارة الأمن الإسرائيلية برئاسة رئيس مديرية العمليات في الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، اللواء آرون خاليفا. وخلال المحادثات، «تمت مناقشة القضايا الأمنية الآنية في منطقة الشرق الأوسط، والوضع في الجمهورية العربية السورية، وكذلك المسائل المتعلقة بعمل قناة الاتصال المباشرة بين قاعدة حميميم الجوية الروسية ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، لمنع الحوادث الخطيرة التي تهدّد حياة الجنود الروس والإسرائيليين»، بحسب بيان «الدفاع» الروسية. وتأتي هذه اللقاءات في سياق إعادة ترتيب العلاقة والتنسيق بين الروس والإسرائيليين في سوريا، بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية.