بعد أيام على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعمل عسكري ضد الأكراد في سوريا، عاد ليردد في تصريحاته، ضرورة فرض «الأمن» في المناطق شرقي الفرات. التصريحات والتحركات الأميركية الهادفة إلى منع أنقرة من التحرك نحو حلفاء الولايات المتحدة الأكراد في سوريا، رفضها أردوغان كلياً واتهم الأميركيين بالعمل على «تقويض عزيمة» تركيا. ميدانياً، تتقدم «قوات سوريا الديموقراطية» في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه «داعش» شرقي الفرات، وتسيطر اليوم على هجين، أبرز وأكبر البلدات في الجيب المذكور.قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إنَّه «إذا لم يُخرج الأميركيون إرهابيي (الوحدات الكردية) من منطقة منبج، فستُخرجهم تركيا منها». وأكد خلال كلمة ألقاها في المؤتمر القضائي الأول للمحاكم الدستورية والعليا، للدول الأعضاء والمراقبة في منظمة التعاون الإسلامي، في اسطنبول، أنَّ «تركيا خسرت ما يكفي من الوقت حيال التدخل في مستنقع الإرهاب شرقي نهر الفرات في سوريا، ولن نتحمل تأخير يوم واحد». وأضاف الرئيس التركي: «مصمّمون أيضاً على إرساء السلام والأمن في المناطق الواقعة شرقي نهر الفرات في سوريا»، مشيراً إلى أنَّ «الأميركيين يريدون تشتيت انتباهنا عبر حكاية منبج ويحاولون تقويض عزيمتنا».
ولفت أردوغان إلى «أن الهجوم الغاشم على جنودنا في عفرين من تل رفعت شمالي سوريا أظهر مدى دقة قرارنا».
في غضون ذلك، سيطرت «قوات سوريا الديموقراطية»، فجر اليوم على هجين، أبرز وأكبر البلدات في الجيب الأخير الذي يسيطر عليه تنظيم «داعش» في شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري المعارض. وتقود «قسد» منذ العاشر من أيلول/سبتمبر، هجوماً لطرد مقاتلي «داعش» من الجيب الأخير الواقع في ريف دير الزور الشرقي في محاذاة الحدود العراقية، والذي يدافع التنظيم عنه بشراسة. ولا يزال «داعش» يسيطر على غالبية الجيب الأخير الذي يتضمن قرى عدة أبرزها السوسة والشعفة، ويتحصن فيه نحو ألفي مقاتل من التنظيم، بحسب إحصاءات «التحالف الدولي». ويرجّح أن العدد الأكبر من هؤلاء هم من الأجانب والعرب غير السوريين.

مداولات «عسكرية» بين أنقرة وواشنطن
من جهة أخرى، بحث رئيس الأركان التركي يشار غولر مع نظيره الأميركي جوزيف دانفورد، هاتفياً، «المصالح الأمنية المتبادلة بين البلدين بما في ذلك نقاط المراقبة الأميركية على الحدود التركية ــ السورية». وحسب بيان نشره المتحدث باسم الأركان الأميركية باتريك رايدر، يوم أمس، فإن دانفورد أجرى اتصالاً هاتفياً مع غولر. كما أوضح المتحدث أن دانفورد أكّد لغولر بأن «نقاط المراقبة الأميركية تهدف إلى ردع أي تهديد محتمل من سوريا تجاه تركيا». وأضاف رايدر: «دانفورد جدد التزام الولايات المتحدة بجهود التنسيق مع تركيا من أجل تحقيق الاستقرار في شمال شرقي سوريا».
وقال قائد بارز في «قوات سوريا الديموقراطية»، اليوم، إن «قسد» التي تساندها الولايات المتحدة سترد بقوة على أي هجوم تركي لكنها تواصل الجهود الدبلوماسية لمنع أي هجوم. وفي مقابلة نادرة مع وكالة «رويترز»، قال مظلوم كوباني للوكالة، إن «واشنطن قامت بمحاولات جادة لمنع وقوع الهجوم التركي على المقاتلين الأكراد الذين يسيطرون على مساحة واسعة من شمال سوريا على الحدود التركية»، لكنه شدد على «ضرورة أن تبذل الولايات المتحدة جهوداً أكبر». وأضاف كوباني، وهو أحد مؤسّسي «قوات سوريا الديموقراطية» و«وحدات حماية الشعب الكردية»: «نحن مستعدون لأي هجوم وسنردّ بقوة… وضمن مناطقنا». وتابع قائلاً: «وحتى هذه اللحظة محاولاتنا الدبلوماسية مستمرّة لردع هذا الهجوم على مناطقنا».