مجدداً، يؤكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عزم بلاده على شنّ عملية عسكرية على التنظيمات الكردية في الأراضي السورية شرقي الفرات. الرئيس التركي عاد وكرّر كلامه السابق بخصوص عملية عسكرية «قد تبدأ في أي وقت». كذلك، تجري التحضيرات لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف، بحضور المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، الذي من المتوقع أن تكون هذه الجولة آخر الجولات التي يحضرها.قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم، إنه عازم على «التخلص» من المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، إذا لم يرغمهم الأميركيون على الانسحاب. ويأتي هذا التهديد الجديد لأردوغان بعد ثلاثة أيام من محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، وافق خلالها الرجلان على التعاون في شكل «أكثر فاعلية»، في شمال سوريا. وجرت المحادثة الهاتفية يوم الجمعة الفائت، بعد يومين من إعلان أردوغان أنه سيطلق عملية جديدة «في الأيام المقبلة»، ضد مواقع وحدات حماية الشعب الكردية شرقيّ الفرات. وجدد أردوغان اليوم تهديداته، رغم تحذيرات واشنطن. وقال في كلمة ألقاها في مدينة قونية التركية: «لقد تحدثت إلى ترامب. على الإرهابيين الانسحاب من شرقيّ الفرات، وإذا لم يرحلوا، فسنتخلص منهم». وقال أردوغان إن وحدات حماية الشعب «تشكل مصدر قلق بالنسبة إلينا مع ممرّهم الإرهابي»، وأضاف متوجهاً إلى واشنطن: «لأننا شركاء استراتيجيون، يجب أن نقوم بما هو ضروري»، مع التكرار أن الهجوم التركي المحتمل يمكن أن يبدأ «في أي وقت».
وفي السياق نفسه، قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن «واشنطن حاولت غلّ يد تركيا خلال عمليتين سابقتين في سوريا في العامين الماضيين ضد داعش، ووحدات حماية الشعب». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية الرسمية عنه قوله خلال زيارة لباكستان: «الولايات المتحدة ظنت أن بإمكانها ردعنا بالرجال الذين ترعاهم... والآن سيحاولون منعنا في شرقيّ الفرات. لم ولن تسمح تركيا بذلك».
في مقابل ذلك، نقلت تنسيقيات المسلَّحين عن «مصدر كردي» وصفته بـ«المطَّلع»، أنَّ الأميركيين أعطوا الضوء الأخضر، منذ شهرين لدخول قوات «بيشمركة روج آفا»، (السوريون الموالون لكردستان العراق، ممن تلقوا تدريبات على أيدي البيشمركة الرئيسية في إقليم كردستان العراق)، لمناطق شرقيّ الفرات، لكن الخلافات تدور حول دورها في المناطق التي تُسيطر عليها «الوحدات الكردية» شمال شرق سوريا. وأكد «المصدر»، بحسب التنسيقيات، أنَّ «الاجتماع الذي عُقد أخيراً بين مسؤولين عسكريين من البيشمركة ومسؤولي الوحدات الكردية بوساطة أميركية، لم يتوصل إلى أي اتفاق بين الطرفين، حيث ترفض الوحدات الاقتراح الأميركي في أن يكون لقوات البيشمركة دور في المناطق الخاضعة لسيطرتها». ولفت المصدر نفسه، إلى أن «البيشمركة تطلب أن تكون قوة حقيقية في المنطقة الممتدَّة على طول الحدود السورية ــ التركية شرقيّ نهر الفرات، وليس تحت إمرة الوحدات الكردية من دون أي صلاحيات»، كما نقلت التنسيقيات عن مصدر كردي.

لقاء جديد في جنيف غداً
من جهة أخرى، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا سيبحثون تشكيل اللجنة الدستورية السورية أثناء لقاء لهم في جنيف، يوم غد الثلاثاء. وجاء في بيان صدر عن قسم الإعلام والصحافة في الوزارة أن وزراء خارجية الدول الثلاث الضامنة لعملية أستانا سيناقشون «التسوية السياسية في سوريا، مع التركيز على تشكيل اللجنة الدستورية». ويلتقي المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا بوزراء خارجية كل من إيران وروسيا وتركيا هذا الأسبوع، بحسب ما ذكر مكتبه، في محاولة أخيرة للتقدم بشأن صياغة دستور جديد لسوريا. ومن المرجح أن تكون المحادثات المقرّر أن تجري في جنيف غداً الثلاثاء، أحد آخر اللقاءات التي سيجريها دي ميستورا مع كبار اللاعبين في النزاع السوري، نظراً لأنه سيتنحى من منصبه خلال الأيام المقبلة. وسيشارك في اللقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بحسب متحدث باسم مكتبه. وذكر مصدر دبلوماسي تركي لوكالة «فرانس برس» أن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو سيشارك في لقاء جنيف، إضافة إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف.