أوقع الطيران الحربي خسائر كبيرة في صفوف الفصائل المهاجمة
مجريات المعركة تخلّلها دخول الفصائل المهاجمة إلى بعض أحياء كفرنبودة، ولا سيما في الجزء الشمالي من البلدة. وبمعزل عمّا إذا كان انسحاب الجيش من تلك النقاط ضرورة ميدانية أو خطّة معدّة مسبقاً، فقد كان له تأثير إيجابي مهمّ على مجريات المعركة، إذ سمح باستجرار قوات واسعة من الفصائل، لمحاولة إحكام السيطرة على كفرنبودة والتحرك سريعاً لقضم مناطق جديدة، ليتولى سلاح الجو والمدفعية مهمة استهدافها. وأدى الطيران الحربي دوراً بارزاً في إيقاع خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، ووسّع دائرة الاستهداف لتشمل معظم النقاط المتاخمة لخطوط إمدادهم في ريف إدلب الجنوبي. وحتى وقت متأخر من ليل أمس، كانت الاشتباكات مستمرة في محيط كفرنبودة، برغم تراجع حدّتها، عقب الزخم الكبير لسلاح الجوّ.
ما برز أمس في موازاة التصعيد الميداني، كان الإشارات التي خرجت عن بعض الفصائل والأوساط القريبة منها، التي تلمّح إلى أن مشاركة وحدات من «الجيش الوطني» (من مناطق «درع الفرات» و«غصن الزيتون») لا تأتي مدفوعة بحاجة ميدانية (تكتيكية) لقوتها العسكرية (المحدودة فعلياً)، بل كرسالة ذات محتوى سياسي، هدفها الترويج (والتمهيد) لتكريس الرعاية التركية المباشرة لمنطقة إدلب، على نسق ريف حلب الشمالي. وهو ما يُفترض أن يقود (لاحقاً)، وفق تصوّر مروّجيه، إلى تحييد المنطقة عن المعارك، بعد إتمام التعديلات اللازمة على تركيبتها العسكرية (أولاً) و«المدنية (الإدارية)» لاحقاً. ويبدو ما سبق لافتاً، بالنظر إلى الدعوة التي وجّهها زعيم «تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، إلى فصائل «الجيش الوطني» بفتح معارك «لتخفيف الضغط عن جبهات حماة»، وتحرّك بعض تلك الفصائل لاحقاً نحو إدلب وريف حماة، وهو ما لم يكن ليحصل لولا «رضى» (أو القبول على مضض) من قبل «تحرير الشام».