«حرب أهلية جهادية طاحنة» توشك أن تندلع على المسرح السوري. هذا ما توحي به كواليس المجموعات «الجهادية». المعسكران الأساسيان يحشدان ويعيدان تموضعهما. «جبهة النصرة» وشركاؤها في «الجبهة الإسلامية» اتخذوا إجراءات معلنة، مثل تشكيل «الغرفة المشتركة لأهل الشام»، وإعلان بعض المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» مناطق عسكرية. فيما التزم الأخير الصمت في انتظار «الساعة الصفر».


وقال مصدر «جهادي» شيشاني لـ«الأخبار» إنّ «مجاهدينا على أتمّ الاستعداد، ولكننا لن نكون البادئين في الاعتداء، وعسى أن يتوب ضالو الطريق إلى رشدهم، ويحقنوا الدماء». وأكّد المصدر أنّ «كل من يعتدي على الدولة سيتلقى ضربات قاصمة، وعلى جميع الجبهات». وبعد أن التزم «داعش» الصمت حيال تهديدات زعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني، أشار المصدر الى أنّ «الرد سيكون مزلزلاً عبر كلمة وشيكة للشيخ أبو محمد العدناني (الناطق الرسمي باسم «الدولة»). وتشير معلومات «الأخبار» إلى استنفار في كل معسكرات «داعش» في حلب وريفها، والمتوقع أن تشهد أعنف المواجهات بين الطرفين.
وعلى الصعيد نفسه، قال مصدر من «الجبهة الإسلامية» في حلب، إنه «لا مكان لهؤلاء الغلاة بيننا، وإن غداً لناظره قريب». وأكّد أن «عملياتنا لم تتوقف، واليوم (أمس) قام مقاتلونا في الريف الشمالي باستهداف سيارتين تابعتين للبغدادي على طريق اعزاز ــــ دير جمال، فدمروهما وأفنوا من فيهما».
في هذه الأثناء، بسط الجيش السوري سيطرته على عقدة مطار حلب الدولي، ما يتيح له التقدم على الطريق الدولي نحو حيي طريق الباب والصاخور، كما واصل تقدمه على محور الشيخ سعيد، فيما استهدف سلاح الجو تجمعات للمسلحين في حيلان القريبة من سجن حلب المركزي.
وفي إدلب، انفجرت سيارة مفخخة في بلدة سنجار شرق معرّة النعمان. وأفادت مصادر محلية لـ«الأخبار» أن «سيارة كانت مركونة وسط سوق القماش قد انفجرت، ما أسفر عن مقتل أربعة عشر مدنياً، وإصابة ستة وعشرين آخرين». وأشارت المصادر إلى أنّ «السوق كان مزدحماً على عادته كلّ يوم خميس، موعد البازار الأسبوعي». ولم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير، فيما اتهم ناشطون معارضون «داعش» بالوقوف وراءه. كذلك دارت اشتباكات عنيفة في خان شيخون قرب حاجزي السلام والنمر.
إلى ذلك، شهدت بلدة تل معروف في محافظة الحسكة معارك عنيفة بين مسلحي «داعش» ومقاتلي «وحدات الحماية» الكردية (YPG). ونشبت المعارك بعد اقتحام مسلحي «داعش» القرية، وتفجير سيارة مفخخة على حاجز لـ«وحدات الحماية». ولاحقاً، استهدف «داعش» مرقدي الشيخين «أحمد وعز الدين الخزنوي». وقال مصدر «جهادي» لـ«الأخبار» إن ما جرى عبارة عن «عملية تطهير من رجس مزارٍ شركي في ولاية البركة». كذلك تحدث ناشطون عن ارتكاب التنظيم المتطرف مجزرة راح ضحيتها أكثر من عشرين من سكان القرية.
وفي حمص، استهدفت قذيفة صاروخية منطقة سكنية في حيّ عكرمة، ما أسفر عن سقوط 18 بين قتيل وجريح. وشهدت المدينة تسوية أوضاع 50 مدنياً سبق توقيفهم لدى خروجهم من مدينة حمص القديمة. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن محافظ حمص طلال البرازي قوله إنّ هؤلاء «خرجوا إلى أماكن يرغبون بها».
وعلى صعيد متصل، شهد مخيم اليرموك، في ريف دمشق، انتشار عدد من عناصر القوى الفلسطينية التابعة لـ«منظمة التحرير»، وفقاً لمسؤول في المنظمة. ونقلت الوكالة الفرنسية عن وزير العمل الفلسطيني أحمد المجدلاني، قوله: «حدث تطوران مهمان في المخيم الليلة الماضية وصباح اليوم حيث دخل عناصر من القوى الفلسطينية إلى المخيم، ومنهم مسلحون وغير مسلحين وانتشروا لتأمين المنطقة الغربية من المخيم». ولفت الوزير، المكلف متابعة أوضاع المخيم، إلى أنّه «تم أيضاً فتح الطريق الرئيسي المؤدي إلى وسط المخيم وتم إخراج 167 حالة مرضية ومن ذوي الاحتياجات الخاصة». وأضاف: «أعتقد أن الأمور تسير وفق ما اتُّفق عليه، وكما هو مخطط، ومن الممكن انتهاء مشكلة المخيم خلال فترة القريبة».
إلى ذلك، أغلق الجيش السوري مدخل بلدة ببيلا، التي كان يفترض أن يدخلها عدد من سكانها بموجب اتفاق مصالحة. وقال مصدر رسمي لـ«الأخبار» إن الإغلاق «إجراء وقائي منعاً لوقوع ضحايا بين الأهالي، إثر استهداف قناصين مدخل البلدة من جهة بيت سحم».
ميدانياً، استمرت المعارك في مزارع ريما على أطراف مدينة يبرود في القلمون. كما دارت اشتباكات على طريق السلام الواقع في الغوطة الغربية. وقالت وكالة «سانا» إنه «تم تدمير ثماني سيارات محملة بالأسلحة والذخيرة ومقتل من فيها عند تقاطع الطريق في منطقة السكفتة ومكاسر المرامل بين يبرود وبلدة المشرفة، بينما دُمّرت سيارة بما فيها من أسلحة وذخيرة عند مزرعة أبو العلايا بين بلدة السحل ووادي الجرابيع». بدوره، قال «المرصد السوري» المعارض إن «مناطق في مدينة دوما تعرضت لقصف من القوات النظامية، فيما تعرضت مناطق في بلدة خان الشيح لقصف جوي».
وفي درعا، دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش السور، ومسلحي «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» على تخوم بصرى الشام، فيما قال بيان لـ «النصرة» إن «طريق نوى بات مفتوحا أمام المجاهدين».




مؤيدو «داعش» يحتفلون: «البنعلي نفر للجهاد»

أعلن الشيخ السلفي البحريني تركي البنعلي، أمس، أنه وصل الى سوريا عن طريق العراق من أجل «إقامة بعض الدورات الشرعية والدروس التوعوية». وتداول مؤيدو «داعش» الخبر على نطاق واسع. مصادر «جهادية» استغربت الضجة المثارة حول البنعلي، المعروف أيضاً بـ«أبو سفيان السلمي»، خصوصاً أنه كان موجوداً في سوريا منذ آب الماضي، وقد ألقى كلمات في أكثر من «خيمة دعوية» في حلب وريفها. ووفقاً للمصادر، فقد «سارع البنعلي إلى الهرب مع الانكفاء المباغت الذي مني به داعش. وتوجه إلى إحدى دول الخليج لاستجلاب دعم لتنظيمه. كما ذهب إلى تونس، لكن سلطاتها منعته من دخول أراضيها». ويعرف البنعلي بألقاب عدة منها «أبو ضرغام»، و«أبو همام الأثري». واسمه تركي بن مبارك بن عبد الله، من مواليد أيلول 1984. درس عاماً ونصف العام في «كلية الدراسات الاسلامية» في دبي، قبل أن يُطرد منها بسبب «منهجه الفاسد ولعبه بعقول الشباب الإماراتيين»، ومن ثم رُحّل إلى البحرين، ليتوجه بعدها إلى الدراسة في «كلية الإمام الأوزاعي» في بيروت. وخلال وجوده في لبنان أقام صلات قوية مع عدد من مشايخ السلفيين. وقد أحسن استغلالها لتجنيد «الجهاديين» خلال الأزمة السورية.