مزيد من القصف والقصف المضادّ تشهده أرياف حلب الغربي والجنوبي وإدلب الجنوبي. لا شيء في المشهد يشير إلى هدنة ما، على رغم أن المنطقة من المفترض أنها تخضع لوقف إطلاق نار اتفق عليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، منذ أكثر من أسبوع. يتابع الجيش السوري حملات القصف المكثف والمركّز في ريف إدلب الغربي بشكل أساسي، وفي ريف إدلب الجنوبي أيضاً، حيث يستهدف بشكل واضح مدينة معرة النعمان، أهمّ المدن هناك. وفي المقابل، تشنّ المجموعات المسلحة هجمات متفرقة ضدّ مواقع الجيش السوري على خطوط التماس في الريف الإدلبي الجنوبي، كما تقوم بعمليات قصف متكرّر على أحياء مدينة حلب أدت إلى وقوع عشرات المدنيين بين قتيل وجريح.ويوم أمس، سقط عدد من القذائف الصاروخية على حيَّي حلب الجديدة والزهراء في مدينة حلب، مصدرها المجموعات المسلحة. وفي المقابل، نفّذت قوات الجيش السوري رمايات مدفعية طاولت نقاط تحصّن المسلحين، ومنصّات إطلاق القذائف في عدد من القرى والبلدات شمال غرب مدينة حلب، ومنطقة الراشدين إلى الغرب منها، ردّاً على اعتداءات الفصائل المسلحة بالقذائف على المدينة. وذكر مراسل وكالة «سانا» الرسمية في حلب أن وحدات من الجيش استهدفت ودمّرت نقاط انتشار المسلحين وتمركزهم في قرى وبلدات كفرحمرا وعندان وحريتان إلى الشمال الغربي من مدينة حلب. وبيّن المراسل أن رمايات مماثلة طاولت مواقعهم في منطقة الراشدين عند الأطراف الغربية للمدينة ما تسبّب بتدمير منصات إطلاق ونقاط محصنة يستهدف المسلحون منها الأحياء السكنية في المدينة. وفي الجهة المقابلة، استهدفت «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة)، بصاروخ موجّه، منصة إطلاق صواريخ للجيش السوري في محور معرشمارين جنوب شرق معرة النعمان. جاء ذلك في وقت أفاد فيه «المرصد السوري» المعارض بأن الأتراك زوّدوا فصائل إدلب المسلحة بصواريخ من نوع «تاو» المضادة للدروع (كان مركز المصالحة الروسي قد أشار الى أن المجموعات المسلحة بدأت استخدام أسلحة نظامية تابعة لحلف الناتو). ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن المسلحين كثفوا استخدام هذا النوع من الأسلحة المضادّة للدروع، ما ساعدهم في تنفيذ عمليات هجوم واستهداف ضدّ مواقع الجيش وتجمّعاته.
توقّع بيدرسون أن تعقد اللجنة الدستورية اجتماعاً جديداً لها في شباط أو آذار المقبلين

ضاً، أعلن رئيس «المركز الروسي للمصالحة في سوريا»، التابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يوري بورنكوف، أن المجموعات المسلحة «قامت بنقل 4 سيارات مفخّخة إلى محافظة إدلب». وقال بورنكوف إنه «تمّ تلقي معلومات من مصادر محلية وسكان بلدات محافظة إدلب حول نقل 4 سيارات مفخّخة من قِبَل الإرهابيين إلى مدينة معرة النعمان، وهذا يشير إلى إعداد الجماعات المسلحة غير الشرعية للقيام بعمليات هجومية».
في المقابل، دعا وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، روسيا، إلى الالتزام بتعهداتها حيال وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي سوريا. وفي كلمة خلال جلسة حول الوضع الجيوسياسي للشرق الأوسط وأفريقيا، على هامش الاجتماع السنوي الخمسين لـ«المنتدى الاقتصادي العالمي» (WEF) في مدينة دافوس في سويسرا، شدد جاويش أوغلو على أن «الوضع في إدلب لا يزال خطيراً، وأنه لا يمكن قبول الهجمات التي يشنها النظام على المدنيين بطريقة عشوائية في هذه المنطقة». وأضاف: «ننتظر من روسيا الالتزام بتعهداتها حيال وقف إطلاق النار، باعتبارها ضامنة للنظام». ولفت إلى أن أردوغان شدد على هذا الموضوع خلال لقائه بوتين على هامش «مؤتمر برلين» حول ليبيا. وأشار إلى أن تركيا وروسيا «تتعاونان من أجل حلّ أزمات كبيرة مثل سوريا وليبيا، على رغم الاختلافات في وجهات النظر بينهما». بدورها، أعلنت جينيفر فينتون، المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسون، نية الأخير زيارة موسكو في نهاية الأسبوع الجاري، وعقد مباحثات مع وزيرَي الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو. كما توقع بيدرسون أن «تعقد اللجنة الدستورية السورية اجتماعاً جديداً لها في شباط أو آذار المقبلين».