رمضان جديد متعب مرّ على السوريين، وعيد لن يحمل الكثير من الفرح لأطفالهم مع غياب الكثير من تفاصيل الفرح السابقة المتمثّلة بالحلويات وملابس جديدة، وأيضاً «عيدية» جيدة كانت تكفيهم لشراء كل ما يرغبون فيه من بسكويت وشوكولا، بالإضافة إلى اللعب بالمراجيح وألعاب العيد لساعات طويلة.
في جولة لـ«الأخبار» في أسواق دمشق، أكدت إحدى السيدات أن ثمة كثيراً من الأمور الضرورية غابت عن مائدة رمضان، وهم اليوم غير قادرين على شراء شيء إلا الضروري، ولن يتمكنوا من شراء ملابس أو حلويات للعيد، ويؤيد رأيها شخص آخر، موضحاً أن الدجاج واللحم غابا عن موائد الكثيرين بسبب الغلاء، رغم أنها مواد أساسية، وأن كل بائع يضع السعر وفق مزاجه. ويتمنى محاسبة التجار الكبار الذين يملكون المواد الأولية الأساسية وهم من يتحكمون بالأسعار والسوق، ويتابع: أصبحت الحلويات من الكماليات، وعن البديل لها يقول ساخراً يمكن شراء القضامة.

ويرى أحد باعة الخضر، أن لرمضان بهجته والناس اعتادوا طقوساً معينة رغم الغلاء اليوم، لكن لا يزال البعض يشتري الأشياء المرتبطة بالشهر الكريم وخاصة أن الأسعار انخفضت نوعاً ما، وبلغة تشاؤمية يحدثنا بائع آخر في منطقة الميدان الشهيرة بالحلويات، بأن كل رمضان يمرّ أسوأ من الذي قبله، فالناس جميعها بحالة ضيق، والكل يشتري الضروري الضروي رغم أن الأسعار انخفضت، لكن الحركة ليست جيدة لعدم توفر الدخل بأيدي المواطنين.

وفي حي الميدان أيضاً، أكد بائع في أحد محالّ الحلويات أن «الإقبال 70% لأنّ الحلويات باتت من الكماليات، لكن لا يمنع من وجود حركة مقبولة. فمن كان يشتري كيلوين يشتري كيلو، وبرأيه أن الأسعار نزلت نوعاً ما مع نزول أسعار المواد الأولية من سكر وفستق حلبي. كان 65 ألفاً فأصبح 35 ألفاً».

لكن ذلك لا يعني أن الحلويات ستعود إلى بيوت السوريين كما في الماضي، ويقول أحدهم: «غابت الحلويات مثل الشعيبيات التي تعدّ غالية نوعاً ما وخاصة بالنسبة إلى العائلات المتوسطة أو المنخفضة الدخل»؛ ولا ينكر وجود تحسّن في بعض الأسعار، واستبعد أن يتمكن الناس من شراء الحلويات أو ملابس جديدة وخاصة مع الزيادة الكبيرة في أسعار الملابس.

لن تكون الحلويات هي الحلم الوحيد في هذا العيد، فالأمر ينطبق على الملابس التي حلقت أسعارها بشكل كبير، فلا يمكن شراء أي قطعة ملابس بأقل من عشرين ألفاً في وقت لا يزال فيه البعض يتقاضى راتباً شهرياً بحدود الستين ألف ليرة سورية، ويذكر صاحب أحد محالّ الألبسة في منطقة الحمراء أن الإقبال غير جيد بسبب غلاء الأسعار، رغم أنهم خفضوا ضمن الممكن بالأسعار لكن ذلك لم ينعكس على حركة الشراء.

يرى بائع آخر أن المشكلة اليوم ليست الأسعار فقط، بل قلة الدخل بأيدي الناس، كما أن العائلات مشغولة بتأمين مستلزمات أخرى مثل الأكل ومواد التنظيف، كما أن صاحب محل المفرّق لا يستطيع التخفيض كثيراً وخاصة أن تكاليف الإنتاج عالية جداً وهو يشتري بالغالي، كما أن لدى صاحب المحل موظفين وهو مضطرّ إلى رفع رواتب موظفيه ليتمكنوا من توفير بعض مصاريف حياتهم.