يختلف المشهد في مخيمات النازحين السوريين في قرى البقاعين الغربي والأوسط. لم تسجّل الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في 3 حزيران، أو تلك التي جرت في السفارة السورية أمس، أي أهمية ظاهرة لدى معظم النازحين، سوى الخوف عند بعض ممن يزورون دمشق «من أن يحسبوا على المعارضة ويجري اعتقالهم عند الحدود». وهم، في الوقت نفسه، مهددون من قبل «الجمعيات الاغاثية بطردهم من المخيمات»، إذا غادر أي منهم إلى سوريا أو أمس إلى السفارة للادلاء بصوته.
«الانتخابات خلتنا لا من ستي بخير ولا من جدي بخير»، هكذا يعبّر ممدوح عن واقع جزء من النازحين حيال انتخابات «النظام يهدّدنا حيالها إن لم ننتخب، والجمعيات تهددنا إن انتخبنا، مش مستعد اتشرد مرة تانية».
ممدوح لم ينتخب «لأن اشخاصاً معنيين بالمساعدات، من جمعيات اسلامية، أوصلوا رسائل شفهية إلى النازحين تقول: اللي بدو ينتخب بسوريا بيضل بسوريا، ممنوع عودته إلى المخيم».
لا يختلف حال يزن، المقيم في مخيم تعلبايا، عن ممدوح، إذ يقول: «اذا ما انتخبت اسمي بيصير على الحدود، على ايش بدنا ننتخب صرلنا مهجرين سنتين ما شفنا السفير السوري... ما بدي اتشرد من جديد لأن القيمين على المخيم هددونا اللي بيروح بينتخب، خليه هونيك».

رسائل من جمعيات اسلامية للنازحين: اللي بدو ينتخب يضلّ بسوريا
بدورها، تعيش نديمة في وضع قاهر. تسكن مع اخيها وعائلته في أحد مخيمات البقاع الغربي بعد وفاة زوجها وابنها في القصف على احد احياء حمص. وتقول بألم: «عيب على العالم والعرب الاعتراف بهكذا انتخابات على جماجم السوريين ودمائهم».
بدوره، يرى جاسم أنّ «الانتخابات يجب أن تكون مفصلاً ديمقراطياً لوقف شلال الدم، إلا أنها بهذه الطريقة وتحت براميل الموت كأنها لم تكن». لا ينكر الرجل أنه يتنقل من مخيم إلى آخر لاقناع الناس بعدم الخوف من السجون. «يمكن أن يُسجن مئة ألف ومئتان، لكن لا يمكن أن يُسجن ملايين من المشردين بفعل الطائرات والبراميل»، يضيف.
إلى ذلك، لم ينفِ أحد مسؤولي الجمعيات الاغاثية المحسوبة على تيار اسلامي، أنهم ابلغوا النازحين أن أيّ شخص يشارك في الانتخابات تسقط عنه صفة النازح، مشيراً إلى أننا «ما بنمنع حدا ينتخب، لكن الذي سينتخب يؤكد أن الأمور طبيعية في بلاده، ما ينفي عنه حالة النزوح».