بعد «استراحة» لم تدُم طويلاً، عادت الصواريخ لاستهداف قواعد الاحتلال الأميركي في شرق سوريا من جديد؛ إذ سجّل اليوم، ثالث استهداف يطاول هذه القواعد منذ بداية العام الحالي.هدف القصف الصاروخي الأخير كان قاعدة حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي. قبل ذلك، وفي ليلة رأس السنة، طاولت الصواريخ القواعد الأميركية في دير الزور والحسكة، إضافة إلى استهداف قاعدة حقل العمر في الخامس من الشهر الأول من العام الحالي، بثمانية صواريخ.
ويُلاحظ تعمّد المجموعات التي تقوم باستهداف الأميركيين، قصف قاعدة العمر بالتحديد، لكونها تعدّ القاعدة الأكبر للأميركيين في شمال شرقي سوريا، كما أنها تضمّ جنوداً من عدة دول أخرى.
وتؤكد مصادر ميدانية لـ«الأخبار» أن «المدينة السكنية لحقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، والتي يتّخذها التحالف الدولي قاعدة له، تعرّضت لاستهدافين متتاليين خلال أقل من 12 ساعة، ما أدّى إلى وقوع أضرار بشرية ومادية».
وبيّنت المصادر أن «الاستهداف الأوّل تم فجر اليوم بعدّة صواريخ طاولت المدينة السكنية في الحقل ومحيطها، ما أدى إلى اندلاع حريق كبير»، والاستهداف الثاني «وقع عند منتصف ظهر اليوم، عبر ثلاثة صواريخ أخرى».
وتكشف المصادر أن «الاستهداف جاء بالتزامن مع زيادة تدريبات التحالف، واتخاذ مجموعة من التدابير الأمنية لحماية هذه القواعد، من دون أن يفلحوا في تأمين الحماية المطلوبة، مع تمكن الصواريخ من الوصول إليها مجدداً».
ونقلت وسائل إعلام غربية عن مسؤول أميركي كبير تأكيده «إصابة جنديين أميركيين في هجوم حقل العمر». كما أكد «التحالف الدولي» الحدث، مشيراً إلى أن «الهجوم قيد التحقيق، وتتمّ معالجة الجنديّين».
صلية الصواريخ هذه، جاءت عقب اتخاذ «التحالف» عدة إجراءات في محيط قاعدتيه الرئيسيتين في حقلي العمر و«كونيكو»، بينها استقدام نحو 7 قوافل أسلحة ومعدّات خلال شهر آذار الفائت فقط.
وعمد «التحالف» إلى تنفيذ أكثر من 5 تدريبات على استخدام المدفعية والذخيرة الحيّة في حقل العمر ومعمل غاز «كونيكو»، خلال أقلّ من شهر، في استعراض عسكري لافت، بهدف إرسال إشارات حول جاهزيته لمواجهة أي هجمات على هذه القواعد بالتحديد، والتي لا تبعد عن مناطق سيطرة الحكومة السورية سوى 10 إلى 20 كلم فقط.
كما أطلق «التحالف» للمرة الأولى في سوريا، مناطيد غير مأهولة، أطلقها مطلع هذا الأسبوع في أجواء دير الزور، وخطوط التماس مع الجيش السوري، وحلّقت لمدة يومين متتاليين، بهدف رصد التحرّكات في محيط القواعد الأميركية وعلى خطوط التماس مع الجيش السوري.
وجاءت إصابة جنديين من «التحالف»، تزامناً مع أنباء عن خطة أميركية لإعادة تأهيل عدد من آبار النفط في مناطق سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية».