الحسكة | أثارت زيارة رئيس حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني»، بافل طالباني، لشمال شرق سوريا، ولقاؤه قيادات في كلّ من «قسد» و«حزب الاتحاد الديموقراطي»، تساؤلات حول الهدف منها، كونها الأولى من نوعها. الزيارة التي استمرّت لعدّة ساعات، وجاءت برفقة قائد قوات «التحالف الدولي»، ماثيو ماكفرلين، لقيت احتفاءً خاصاً من الإعلام الكردي، الذي أفرد لها مساحات واسعة باعتبارها «تاريخية»، وخصوصاً أنها تأتي في وقت تتعرّض فيه «قسد» لضغوط وتهديدات كبيرة. وفيما أدرج القائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، الزيارة في إطار «تطوير الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب»، برّرها طالباني بـ«السعي لجعل الحوار أساساً لحلّ المشكلات والتغلّب على الوضع الراهن»، مؤكداً أن «علاقتنا مع روج أفا ستستمرّ بلا شكّ، ونسعى إلى تطويرها». كذلك، تحدّثت التسريبات الإعلامية عن تناول المباحثات «تعزيز العلاقات الاقتصادية، وإمكانية تنفيذ مشاريع استثمارية لتحسين الواقع الاقتصادي المتهالك في مناطق شمال شرق سوريا».على أن الحديث عن هذه المشاريع لا يبدو واقعياً، في ظلّ سيطرة «الحزب الديموقراطي الكردستاني»، الذي يحكم إقليم كردستان العراق، على معبر «سيمالكا - فيش خابور» الذي يربط الإقليم بمناطق سيطرة «قسد»، وافتقار «الاتحاد الوطني» إلى أيّ صلاحيات في هذا المجال. ومن هنا، تبدو الزيارة أقرب إلى محاولة من قِبَل طالباني، لإفهام خصمه، مسعود بارزاني، بإمكانية تحالفه مع «حزب العمال الكردستاني» ضدّ «الديموقراطي الكردستاني» إذا لم تتمّ تلبية مطالب «الاتحاد»، والتي أدّى رفضها من قِبَل بارزاني إلى مقاطعة «الطالبانيين»، بمن فيهم نائب رئيس الوزراء قوباد طالباني، اجتماعات حكومة الإقليم. لكن، ولأن بافل سيواجه إحراجاً إذا ما التقى قادة «العمال» في جبال قنديل، فهو اختار التوجّه إلى سوريا، ولقاء «الاتحاد الديموقراطي» الذي يُعدّ فرعاً لـ«العمال»، والذي يخوض صراعاً مع كلّ من أنقرة وأربيل. ويتّهم «الاتحاد»، حزب بارزاني، بمعاقبة منطقة السليمانية الخاضعة لسيطرة الأوّل، وعدم تسديد رواتب الموظفين فيها، ومنع وزرائه من القيام بمهامهم.
ومن هنا، تقول مصادر كردية مطّلعة، لـ«الأخبار»، إن «زيارة طالباني لمناطق سيطرة قسد هي محاولة للضغط على رئيس كردستان، وتهديده بأن الاتحاد الوطني سيلجأ إلى عقد تحالف مع "PKK" وذراعها العسكرية في سوريا، إذا لم تلبَّ مطالب حزبه في السليمانية». وتَلفت المصادر إلى أن «طالباني لم يلتقِ أيّاً من ممثّلي أحزاب المجلس الوطني الكردي في سوريا، ما ينفي وجود أيّ مبادرات لِلقيام بدور في إحياء مسار المصالحة الكردية - الكردية»، نافيةً «وجود أيّ نقاشات في الجانب الاقتصادي، وخاصة أن منطقة السليمانية التي يديرها حزب طالباني تعاني أصلاً أزمات اقتصادية خانقة»، مستنتجةً أن «الزيارة دبلوماسية، وتهدف إلى الحفاظ على نهج الوسطية التي يتّبعها حزب الاتحاد الوطني تجاه الخلافات العميقة بين الديموقراطي الكردستاني، وحزب العمال الكردستاني، وحتى حزب الاتحاد الديموقراطي».