على وقع زغاريد النسوة وهتاف الرجال الواعِدة بالرد، شيّعت حركة «الجهاد الإسلامي»، اليوم، المهندس علي رمزي الأسود، أحد كوادر «سرايا القدس»، الذراع العسكرية للحركة، الذي اغتيل صباح أمس الأحد بريف دمشق، ووجهت أصابع الاتهام إلى جهاز «الموساد» الإسرائيلي بالوقوف وراء العملية.
ووسط مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية، حمل رفاق الأسود وذووه نعش شهيدهم الذي التف بعلم فلسطين على أكتافهم، مُردّدين الهتافات المنددة بالاحتلال وصولاً إلى مقبرة الشهداء حيث وُرِي الثرى.
(واصل حميدة)

وفي السياق، حمّل مسؤول الساحة السورية في الحركة، خالد خالد، «كيان الاحتلال مسؤولية عملية اغتيال الشهيد الأسود»، مشيراً إلى أن «الجهاد الإسلامي التي تطرح مفهوم وحدة الساحات تدرك تماماً بأنها تدفع ثمناً باهظاً من أجل ترسيخه كمفهوم محدد للحراك الفلسطيني». وأضاف: «اليوم يرتقي علي الأسود، وبالأمس ارتقى خالد منصور وتيسير الجعبري، ممّا يثبت ويدلل على أن هذه المسيرة مستمرة».

وأضاف خالد، في حديث إلى «الأخبار»، إن الحركة يُعرف عنها أنها «لا تسكت عن ثأر ولا تسكت عن أي قطرة تسقط من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، ونقول لهذا العدو إن في شهر رمضان المبارك سيشهد بإذن الله تطوراً نوعياً على مستوى الأداء المقاوم بخاصة في الضفة الغربية».

وختم حديثه بالقول: «مستمرون بهذا الدرب، درب الإعداد، والسعي إلى تطوير الإمكانيات والقدرات من أجل إدامة الاشتباك مع هذا المحتل، لن يرهبنا هذا الاستهداف، على العكس تماماً، كلما ترجل قائد كلما كان لدينا المئات من القادة الذين يسيرون على هذا الدرب».
(واصل حميدة)

واستشهد المهندس علي رمزي الأسود، صباح الأحد، في منطقة ضاحية قدسيا بريف دمشق، بينما كان يستعدّ لركوب سيارته من أمام منزله، بعد استهدافه بأسلحة كاتمة للصوت حيث أفرغ مجهولان أكثر من ثلاثين طلقة لتستقر أكثر من 10 رصاصات في مناطق مختلفة من جسده وتودي بحياته، تلاها توجيه طعنات بأداة حادة لجثمان الأسود. وعند وصول سيّارات الإسعاف والأجهزة الأمنية، كان المقاوم قد فارق الحياة.

يُذكر أن الشهيد الأسود هو خريج هندسة كيميائية وله دور بارز في تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، إذ انخرط في مرحلة عمرية مبكرة في صفوف حركة «الجهاد الإسلامي» في مخيم اليرموك وتدرّج في صفوفها حيث أصبح من الكوادر المهمّة داخل «سرايا القدس»، وهو متزوج ولديه ثلاثة أطفال.