الحسكة | على رغم حالة العداء القائمة بين «حزب العمال الكردستاني» والحكومات التركية المتعاقبة، منذ ثمانينيات القرن الماضي، مع تحوّل الحزب إلى حركة مسلّحة، إلّا أن القيادات الكردية ترى في الرئيس التركي الحالي، رجب طيب إردوغان، الشخصية الأكثر عداءً للأكراد. لذا، اختارت - بصورة غير معلنة - دعم مرشّح المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو، أملاً في أن تكون العلاقة معه أفضل، في حال وصوله إلى سدة الرئاسة. ولهذا الغرض، جنّدت وسائل الإعلام المحسوبة على «الكردستاني»، ومعها وسائل إعلام «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي - السوري، نفسها، لبثّ التقارير المعادية لإردوغان، والداعمة لـ«حزب الشعوب الديموقراطي» المصنّف في تركيا على أنه الذراع السياسية لـ«pkk». وسعت وسائل الإعلام الكردية - السورية، إلى شنّ هجمات متنوّعة على إردوغان وحزبه «العدالة والتنمية»، موجّهةً خطابها إلى أكراد تركيا، لحثّهم على عدم التصويت للحزب ومرشّحيه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي أجريت أمس، على اعتبار أنهم أكبر خصم سياسي للأكراد في سوريا وتركيا، بخاصّة منذ اعتقال السلطات التركية للرئيس المشترك لـ«الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين ديمرطاش. واستذكرت وسائل الإعلام الكردية - السورية كل ممارسات إردوغان وحزبه تجاه سوريا والسوريين، خلال الأعوام الـ12 الماضية، ودوره في فتح الحدود أمام «الجهاديين»، وتحويل سوريا ومناطق تواجد الأكراد تحديداً، إلى ساحة حرب، مع احتلال مدن في الشمال السوري ونهبها وسرقتها وتهجير سكانها الأصليين، والتسبب بتغيير ديموغرافي كبير في المناطق ذات التواجد الكردي. وفي سياق الهجوم الكردي على إردوغان، كشفت وكالة «هاوار» الناطقة باسم «الاتحاد الديموقراطي» الذي يقود «الإدارة الذاتية» في شمال وشرق سوريا، أن «تركيا أنفقت، خلال الأعوام الـ40 الأخيرة، ثلاثة ترليونات دولار على إبادة الأكراد، وهجّرت منهم ما يزيد على مليون كردي قسراً، وقتلت عشرات الآلاف منهم على الهوية»، مؤكّدة أن «الأكراد الذين يُعتقد أن لهم كلمة الفصل في حسم الانتخابات، يعملون على صناعة السلام وإزاحة حكم رجل طغى لمدّة عقدين، تعرّضوا فيها إلى شتّى أنواع التمييز والعنصرية». واعتبرت الوكالة، في تقريرها، أن «عدد الناخبين الأكراد في تركيا مقدّر بين 12% إلى 15% من إجمالي الناخبين الذين يبلغ عددهم 65 مليوناً، وهم قادرون على إحداث الفرق المطلوب في الانتخابات الحالية».
في المقابل، هاجمت وسائل الإعلام المحسوبة على إقليم كردستان العراق، وأحزاب «المجلس الوطني» الكردي المعارض للحكومة السورية ولـ«الإدارة الذاتية»، موقف «العمال الكردستاني» ومن خلفه «الاتحاد الديموقراطي»، متّهمةً إيّاهما بـ«الانحياز للحزب المتّهم بارتكاب مجازر تاريخية في حقّ الأكراد». ونقل موقع «باسنيوز» عن الكاتب والصحافي الكردي، هوشنك أوسي، قوله إن «الانتخابات التركية تُعدّ فضيحة مدويّة لحزب العمال الكردستاني، وهي فضحت ادّعاءاته باختيار ما يسمّى الخط الثالث، غير المؤيد للمعارضة أو السلطة». واعتبر الموقع أن «pkk وفرعه حزب الشعوب الديموقراطي، هما مع المعارضة ضدّ السلطة في تركيا، ما يعني أن أكذوبة الخيار الثالث كشفتها وفضحتها الانتخابات التركية». واتّهم الكاتب «حزب العمال بتأييد الحزب الذي ارتكب مجازر تاريخية في حقّ الأكراد، من بينها مجزرة ديرسم التي اقترفها حزب كيليتشدار أوغلو (الشعب الجمهوري)، وزعيمه كمال أتاتورك قاتِل الشيخ سعيد بيران، وسيد رضا، والذي يصوّت له pkk اليوم ويمنحه التفويض الشعبي».