طريف الخالدي * نداء الى علماء المسلمين وحكمائهم، من النساء والرجال،
إن ما يحدث اليوم في معلولا وغيرها من المدن والأحياء المسيحية في سوريا ومصر، وغيرها من الأقطار العربية يتخطى كافة الارآء والاعتبارات السياسية حول ما يجري في هذا البلد المعذب او ذاك، أكانت تلك الآراء معارضة للنظام السياسي في تلك الاقطار أم موالية له.
إن ما يجري اليوم من اعتداءات متكررة على المقدسات المسيحية، ومن تهجير للمسيحيين، هو اعتداء صارخ على تراثنا الاسلامي بالذات، وعلى سنة نبينا الكريم، وعلى حديثه الشريف وعلى سيرته وسيرة من تبعه بإحسان.
إن ما نشهده من تدمير للكنائس والمقامات المسيحية المقدسة، هو هجمة بربرية جاهلية على حضارتنا الاسلامية التي، وعلى مرّ العصور، أوسعت لعيسى بن مريم ولأمه البتول (عليهما السلام) حيّزاً مركزياً في صلب عقيدتنا، رسّخه تاريخ طويل مجيد من التعايش والمحبة بين الاسلام والمسيحية، هذا التعايش الذي قد يكون اليوم من أكبر دواعي فخرنا حين تتفاخر الحضارات.
إن أي اعتداء على تلك المقدسات، لا يمكن وصفه إلا بأنه جزء من حملة تناهض الاسلام، وترمي الى تشويه هذا التعايش وتلك المحبة. وهذه الحملة تتم الآن على أيدي أناس غلب عليهم الجهل المطبق أولاً، ثم التعصب الأعمى، ثم رفض الآخر حتى ولو كان هذا الآخر {أقربهم مودة للذين آمنوا}. لكل ما تقدّم، وقبل فوات الأوان، نهيب بعلماء المسلمين وحكمائهم من النساء والرجال، أن يضمّوا صوتهم إلى هذه الصرخة، لعلها تجد من يصغي إليها في ديار العروبة والاسلام… {يا أيها الناس اتقوا ربَّكم الذي خلقكم من نفس واحدة}.
* أكاديمي فلسطيني
أستاذ في الجامعة الأميركيّة في بيروت