الأعوام القليلة المقبلة سيكون عنوانها السيارات ذاتية القيادة، التي تتوالى تجاربها بإيقاع سريع لتكون متاحة للناس بين عامي 2018 و2020، وفق برامج عدد كبير من الشركات التي تتنافس على طرحها في أقرب وقت.
إلا أن الأمر لم يعد يقتصر فقط على جانبه التكنولوجي والإبداعي، فها هي سلطات ولاية كاليفورنيا، وتحديداً هيئة إدارة النقل والمركبات في الولاية DMV، تتقدم بقانون جديد يقضي بالسماح للسيارات ذاتية القيادة التي لا تملك عجلة قيادة ولا دواسات ولا يوجد فيها سائق بالقيام بتجارب على طرقات الولاية نهاية العام الحالي ما من شأنه أن يعطي دفعة قوية لهذه التكنولوجيا.

حافلات من دون سائقين في الشوارع قريباً

بدأت الأسبوع الفائت تجارب تشغيل حافلتين ذاتيتي القيادة بالكامل، من دون عجلة قيادة أو دواسات ومن دون أي تدخل بشري في مجمع Bishop Ranch في سان ريمون في كاليفورنيا تحضيراً لخروجهما إلى الشوارع المحيطة بالمجمع نهاية العام الحالي أو بداية العام المقبل، ضمن البرنامج التجريبي الأول في الولاية لسيارات ذاتية القيادة بدون عجلة قيادة أو وجود إنسان مشغّل للسيارة.
تبلغ قيمة الحافلتين 250 ألف دولار للواحدة وأنتجتهما شركة EasyMile الفرنسية ضمن مشروع تقوده سلطات النقل في مقاطعة كونترا كوستا في كاليفورنيا ويضم عدداً من الشركات الخاصة بهدف تحويل المشروع إلى عملية دائمة وموسعة، وفق ما يقول مدير المشروع في كاليفورنيا حبيب شمسخو لـ «رويترز». تعد هذه المرحلة الثانية ضمن استراتيجية سلطة النقل التي أخضعت الاختبارات لثلاث مراحل هي اختبار الحافلتين في المرحلة الأولى في نطاق محكم السيطرة ومن ثم المرحلة الثانية عبر إجراء التجارب في نطاق أقل انضباطاً وهو ما يحصل حالياً في موقف سيارات فارغ داخل المجمع لتتجه تدريجياً نحو مواقف مأهولة، على أن تنتقل في المرحلة الأخيرة إلى الشوارع العامة. لذلك التزاماً بقانون الولاية ستقوم الحافلتان بنقل الناس ضمن المجمع خلال الأشهر المقبلة من دون التوجه إلى الشوارع العامة.

يمكن للحافلة أن تتسع لـ 12 شخصاً وهي كهربائية بالكامل


يمكن للحافلة أن تتسع لـ 12 شخصاً وهي كهربائية بالكامل، كما أنها مزودة بعدة أزرار طوارئ، نظام تحديد المواقع GPS وتقنية lidar وهي تكنولوجيا استشعار عن بعد باستخدام الضوء يمكنها أن تخلق رؤية 360 درجة حتى مسافة 45 متراً. كذلك يمكن لحافلة أن تعمل 14 ساعة في اليوم وتحتاج بين ست إلى ثماني ساعات شحن. وخلال إجراء التجارب مرّ مدير المشروع أمام إحدى الحافلات التي توقفت على الفور ليثبت أن الحافلة قادرة على ملاحظته واتخاذ الخيار الصحيح.
ونقلت وكالة «رويترز» أن «في معظم تجارب السيارات ذاتية القيادة ما زال هناك سائق يجلس وراء عجلة القيادة ويكون مستعداً لتولى زمام الأمور في حالات الطوارئ». لذلك وبرغم حصول العديد من التجارب لسيارات ذاتية القيادة على الشوارع العامة إلا أنها كانت دائماً تتطلب وجود عجلة قيادة وسائق، لكن هذا الأمر قد يتغير قريباً مع مناقشة سلطات الولاية قانوناً جديداً قد يجعل من هاتين المركبتين أول حافلتين ذاتيتي القيادة من دون مقود أو دواسات تسيران في الشوارع العامة.

كاليفورنيا تناقش قانوناً خاصاً بالسيارات ذاتية القيادة!


عام 2014 سمحت سلطات ولاية كاليفورنيا لشركات التكنولوجيا والسيارات بإجراء اختبارات للسيارات ذاتية القيادة على الشوارع العامة بشرط وجود سائق داخلها واحتوائها على مقود ودواسات لاستعادة التحكم في حالات الطوارئ. مذاك، تجري أكثر من 21 شركة اختباراتها في شوارع كاليفورنيا، إلا أن تطور السيارات لتصبح من دون مقود أو دواسات بدا عائقاً أمام الشركات التي واجهت رادعاً قانونياً يمنعها من إجراء اختباراتها في الشوارع العامة وأبرزها شركة «غوغل» التي طورت نموذج سيارة ذاتية القيادة من دون مقود أو دواسات. وعليه، تقدّمت هيئة إدارة النقل والمركبات في الولاية باقتراح قانون أعلنت فيه أن «التكنولوجيا التي يجرى تطويرها تشمل المركبات التي لا تتطلب وجود سائق داخلها. منذ اعتماد لوائح الاختبارات الحالية، تطورت القدرات التقنية لتكنولوجيا القيادة الذاتية ووصلت إلى نقطة حيث باتت النظم قادرة على العمل من دون وجود السائق داخل السيارة»، لذلك تقترح الهيئة السماح بإجراء اختبارات للسيارات الذاتية القيادة على الشوارع العامة من دون وجود سائق داخل السيارة. القانون ليس نهائياً بعد إنما هناك فترة 45 يوماً للتعليق عليه تنتهي في نيسان المقبل على أن تليها جلسة استماع علنية لإقراره.
برغم أن عدداً من الولايات يسمح بإجراء الاختبارات من دون سائق، مثل ميشيغان التي نظمت حتى بيع هذه السيارات، إلا أن إقرار هذا القانون في كاليفورنيا، معقل «سيليكون فالي» المنطقة التي تضم عمالقة التكنولوجيا في العالم، سيكون له أثر كبير في دفع هذه التقنية بشكل سريع.

■ للمشاركة في صفحة تكنولوجيا التواصل عبر البريد الإلكتروني:
[email protected]