منذ ما يقارب 13 عاماً، حجبت الحكومة الصينية، للمرة الأولى، موقع ويكيبيديا في جميع أنحاء البلاد، لتعود بعد ذلك لترفع الحظر وتعيده مرات عدة، بسبب مخاوف الصين ممّا يُنشر على الموقع. إلا أن الصين قررت أن تبني «الويكيبيديا» الخاصة بها. فقد أعلنت الحكومة الصينية توظيف 20 ألف شخص لبناء موسوعة خاصة بها على الإنترنت ستكون نسخة الويكيبيديا المركزية للبلد، وستُعرف باسم «الموسوعة الصينية».
ستظهر الموسوعة الوطنية على الإنترنت عام 2018، وستحتوي على أكثر من 300 ألف مدخل، كل منها يتألف من ألف كلمة في أكثر من 100 مجال. لكن على عكس موسوعة ويكيبيديا، لن يكون المحتوى متاحاً للكتابة أو التعديل من قبل أيّ كان، بل سيضع المحتوى مجموعة من العلماء والباحثين الذين تعينهم الحكومة، وهو ما شكل نقطة اعتراض للعديد من الناشطين والحقوقيين الذين رأوا أن سيطرة الحكومة على الموسوعة لن يجعلها حرة، بل قد يُحذَف العديد من المقالات لأغراض سياسية.

ستحتوي الموسوعة على أكثر من 300 ألف مدخل، كل منها يتألف من ألف كلمة في
أكثر من 100 مجال

ستُشرف على المشروع مجموعة النشر الصينية المملوكة للدولة، و«يجب أن يكون له خصائص صينية». وقال يانغ موزهي، رئيس تحرير المشروع، إن الهدف من الموسوعة الصينية عرض آخر التطورات العلمية والتكنولوجية فى الصين، وتعزيز التراث التاريخي والثقافة وتعزيز القيم الأساسية للاشتراكية، مؤكداً أن الهدف ليس محاكاة ويكيبيديا، بل تجاوزها، لأنّ «لدينا أكبر فريق مؤلفين وباحثين في العالم». وستستند الموسوعة الجديدة إلى نسخة مطبوعة سابقة، نشرت في شكل كتاب عام 1993. وأصدرت طبعة ثانية عام 2009. وستصدر هذه الموسوعة على الإنترنت قبل نشرها مطبوعة.
حالياً تشغل شركات الإنترنت الصينية مثل Baidu وQihoo 360 موسوعات خاصة بها على الإنترنت، ولكنها غير قادرة على مجاراة ويكيبيديا من حيث الحجم وسعة المعلومات.
والجدير بالذكر أنه منذ أسابيع عادت قضية حجب موقع ويكيبيديا، الموسوعة ذات المحتوى الحر، إلى الواجهة مع إعلان تركيا الشهر الفائت حجب الموقع نهائياً عقب عدم استجابة الموقع لطلب السلطات التركية بإزالة محتوى يتهم تركيا بدعم الإرهاب.