بحلول عام 2020 يتوقع الاتحاد الدولي للاتصالات إطلاق تقنية الجيل الخامس للاستخدام التجاري. شركات التكنولوجيا لا تزال في طور تطوير هذه التقنية، في حين بدأ البعض تجربتها وقطع شوطاً مهماً، مثل شركة «اريكسون»، أبرز الشركات اللاعبة في هذا المجال، التي تقول إنها ستستخدم الجيل الخامس عام 2018 أثناء كأس العالم في روسيا وأثناء الألعاب الأولمبية في كوريا الجنوبية.
كذلك نجحت «نوكيا» في اختبارات إجراء اتصال عبر تقنية الجيل الخامس في فنلندا، وهي تعدّ لاعباً أساسياً أيضاً في هذا المجال. في الواقع، تقول شركات التكنولوجيا الكبرى إن هذه التقنية ستشكل حدثاً ثورياً سيؤثر في كافة أوجه الحياة التي نعرفها لتؤسس لمستقبل ذكي مشابه لما رأيناه في أفلام الخيال العلمي، إذ سيكون لها تأثير اختراع المطبعة والكهرباء في التاريخ! يستخدم العالم اليوم شبكات الجيل الرابع التي أتاحت لنا سرعة أكبر مما وفرته شبكات الجيل الثالث فحسّنت تجربة الوصول إلى شبكة الإنترنت عبر الهاتف النقال، الاتصال عبر بروتوكول الإنترنت، خدمات الألعاب، خدمة الـ mobile tv بجودة عالية… فقد تطورت تكنولوجيا الهاتف «من الجيل الثالث الذي استُخدم ضمن سياق منصة للتواصل بين الناس People to people، إلى الجيل الرابع الذي شكل رابطاً بين الناس والمعلومات على المقياس العالمي». ما أضافته شبكات الجيل الرابع لن يكون سوى مميزات صغيرة مقارنة بالتوقعات المنتظرة من شبكات الجيل الخامس

الـ 5G هي شبكات الجيل الخامس من شبكات الاتصالات التي ستحسّن بشكل كبير سرعة نقل البيانات ووقت الاستجابة وستوفر السعة الكافية لمليارات الأجهزة المتصلة بالإنترنت.
فمن حيث السرعة، ستكون شبكات الجيل الخامس أسرع بكثير من الأجيال السابقة بحيث سيكون بالإمكان تحميل فيلم عالي الدقة بأقل من 10 ثوان. عام 2015 حدد الاتحاد الدولي للاتصالات ITU سرعة شبكات اتصالات الجيل الخامس 5G بشكل مبدئي، في مؤتمر في كاليفورنيا، حيث تقرر أن تصل سرعة شبكات الجيل الخامس 5G حتى 20 جيغابت في الثانية (20 Gbps)، أي أسرع بـ 20 مرة من شبكات الجيل الرابع المستخدمة حالياً التي توفر سرعة 1 جيغابت في الثانية.

كلما كان وقت
الاستجابة أقصر تزداد
فرصة إطلاق تطبيقات
لم تكن ممكنة
تقنياً من قبل

الميزة الثانية لهذه الشبكات هي وقت الاستجابة (latency)، الذي سيتحسن بشكل ملحوظ ليبلغ جزءاً من الثانية فقط (1 millisecond). ووقت الاستجابة هو الوقت اللازم لنقل أصغر جزء من الداتا بين الخادم (server) والمستخدم، وعملياً هو وقت الانتظار منذ لحظة طلب موقع على الإنترنت إلى حين ظهور الصفحة أو الفيديو على موقع يوتيوب مثلاً. أهمية خفض وقت الاستجابة تتمثل في أنه كلما كان وقت الاستجابة أقصر، تزداد فرصة إطلاق تطبيقات لم تكن ممكنة تقنياً من قبل. فالتطبيقات في مجال إنترنت الأشياء (internet of things) كالسيارات الذاتية القيادة تتطلب وقت استجابةٍ قصيراً جداً كي تتفاعل مع الإشارات والسيارات الأخرى خلال القيادة. كما أن الألعاب التفاعلية (التي يشترك بها عدد كبير من الأشخاص) تحتاج، بالإضافة إلى الكمية الهائلة من المعلومات والصور، إلى نقل المعلومات عن الحركات التي يقوم بها لاعب ما، إلى باقي اللاعبين بسرعة كبيرة وشبه فورية كي تكون اللعبة أقرب إلى الحقيقة. وعليه، ستفتح شبكات الجيل الخامس الباب أمام تحوّلات هائلة.

="" title="" class="imagecache-465img" />
للصورة المكبرة انقر هنا





* للمشاركة في صفحة تكنولوجيا التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]