تواجه شركة "أوبر" مشاكل وفضائح عديدة مثل تورطها في منع المظاهرات المناهضة لقرار الرئيس الأميركي في مطار جون كينيدي، عدم الاعتراف بالسائقين كموظفين، اتهامات بالتجسس على المستخدمين، اتهامات بالاحتيال على السلطات من خلال برنامج greyball الذي يمنع الهيئات التنظيمية من الوصول الكامل إلى التطبيق، ممارسات تجارية احتيالية، وصولاً إلى اتهامات بالتمييز الجندري والتحرش الجنسي في العمل ومشاكل أخرى.
لكن، وبرغم كل هذه الفضائح والاتهامات، وبرغم تراجع سمعة الشركة بشكل كبير وخضوعها للتحقيقات، قررت شركة "آبل" في يوم من الأيام أن تعطي "أوبر" أداة تسمح لها بالتجسس على البيانات الشخصية الحساسة للمستخدمين والوصول إلى شاشاتهم من دون علمهم.
فقد كشف الباحث الأمني والرئيس التنفيذي لمجموعة سودو الأمنية ويل سترافاش منذ أيام، أنّ شركة "آبل" منحت "أوبر" ميزة غير مسبوقة لتسجيل ما يعرض على شاشات مستخدمي التطبيق الذين يحملون هواتف "آيفون"، بحيث أعطتها إذناً خاصاً يسمح لها أن ترى ما كان يحدث على أجهزة المستخدمين في أي وقت، حتى في حال كان التطبيق يعمل في الخلفية، وذلك من خلال الوصول إلى بيانات اللون من كل بكسل على الشاشة، ما يعني أنه يمكن أن ترى نظرياً ما كان يقوم به المستخدم.

أعطت «آبل» إذناً خاصاً لـ «أوبر» يسمح لها أن ترى ما كان يحدث على أجهزة المستخدمين في أي وقت
وتسمّى الميزة الممنوحة لـ "أوبر" Entitlement أو استحقاق، وهي ميزة تسمح لمطوري التطبيقات بتمكين برامج من الوصول إلى الكاميرا أو الدفع من خلال APPLE وهي تستخدم من قبل معظم التطبيقات، إلّا أن "آبل" أصدرت إذناً خاصاً حساساً لـ "أوبر" يُعتبر من الاستحقاقات الخاصة فقط بشركة "آبل" وهو أمر لم يسبق له مثيل، إذ أعلن سترافاش أن أياً من مطوري التطبيقات الآخرين لم يتمكنوا من إقناع شركة "آبل" بمنحهم الاستحقاقات التي يحتاجونها للسماح لتطبيقاتهم باستعمال وظائف النظام المتميزة.
تدّعي "أوبر" أنها استخدمت واجهة البرمجة هذه لوقت قصير لتحسين عمل التطبيق على ساعات "آبل" من خلال تمكين التطبيق من عرض الخرائط عليها، نافيةً استخدام الميزة لغايات أخرى، وأعلنت أنها تعمل مع شركة "آبل" لإزالة هذه الميزة من التطبيق بأسرع وقت ممكن. لكن، نظراً لسمعة الشركة السيئة، لا أحد بإمكانه أن يؤكد عدم استخدام الشركة لهذه الميزة للتجسس على المستخدمين، كما أنّ إعطاء "أوبر" قدرة وصول واسعة النطاق تصل إلى حد اختراق الخصوصية بشكل تام من أجل "تحسين عمل التطبيق على ساعات آبل" أمر غير مقبول ويشكّل انتهاكاً لخصوصية المستخدمين وسقطة أخلاقية مهنية كبيرة لشركة "آبل". وقد ذكرت صحيفة "التلغراف" أن "أوبر" بإمكانها أن تراقب كلمات السر الخاصة بالمستخدمين وتتعقب استخدامهم لتطبيقات سيارات الأجرة الأخرى مثل lyft والوصول إلى معلومات كثيرة عن المنافسين. والجدير بالذكر أن السلطات الأميركية فتحت الشهر الفائت تحقيقاً بشأن برنامج استخدمته "أوبر" لتعقب سائقي الشركة المنافسة Lyft بين عامي 2014 و2016، لذلك إذا كانت الشركة تتجسس على منافسيها فما الذي سيردعها عن التجسس على المستخدمين؟