في تقرير جديد لمركز cognizant المختص بمستقبل العمل بعنوان «21 وظيفة مستقبلية: دليل الحصول على وظيفة خلال السنوات العشر القادمة»، يدرس الباحثون مستقبل العمل، محددين 21 نوعاً جديداً من الوظائف التي ستُنشأ في السنوات العشر القادمة والتي ستوظِّف عدداً كبيراً من الناس المتأثرين بالأتمتة.
يتحدث التقرير عن الوظائف التي يتوقع أن تصبح بارزة في وقت قصير، والتي يعتقد «أنها ستخلق فرص عمل جماهيرية وتوفر العمل لكثير من الناس»، ويعرضها على شكل وصف وظيفي job description، بحيث يشرح المتطلبات العلمية والمهارات اللازمة والمهمات المطلوبة في هذه الوظائف. هذه الوظائف ليست خيالاً، بعضها تقني للغاية، في حين أن البعض الآخر لا يحتاج إلى معرفة تكنولوجية، إذ يوضح معدو التقرير أن كثيرين قد يصرون على أن «جميع الوظائف المستقبلية ستكون تقنية، ولكننا لا نوافق على ذلك، وبالتأكيد لن تكون الحال في السنوات العشر القادمة». فما هي أبرز الوظائف؟
«محقق البيانات»: هي وظيفة ستظهر قريباً، وستكون مهمة هذا المحقق التحقيق في أسرار البيانات الكبيرة، وما تخبرنا به، وإيجاد توصيات للشركات استناداً إليها. يجب أن تكون للمرشح خلفية قانونية وعلمية مع شهادة بالرياضيات أو علوم البيانات.

سنواجه المساواة الجينية والحاجة إلى دمج قوى عاملة تشمل الذين عُزِّزوا وراثياً
مع الذين لم يُعَزَّزوا وراثياً
كذلك سيكون هناك حاجة لـ«مدير فرق العمل بين البشر والآلات» لضمان تعاون البشر والآلات في إنجاز الأعمال وخلق بيئة تناغم بين البشر والروبوتات، ما لا يتطلب فقط شهادة في علوم الروبوتات والهندسة والكمبيوتر، بل أيضاً شهادة في علم النفس.
«أمين الذاكرة الشخصية»: هي وظيفة مشوِّقة ستظهر في السنوات القادمة. فقد أدت التطورات المتسارعة في مجال الرعاية الصحية إلى تمديد توقعات عمر البشر. لذلك يحتاج كبار السن إلى حلول مبتكرة للتعامل مع متوسط العمر المتوقع، ويتطلب هذا الدور خلق بيئات افتراضية للكبار في السن. هنا يأتي دور «أمين الذاكرة الشخصية» الذي عليه أن يستخلص من المرضى وكبار السن أحداثاً جرت لهم في الماضي تساعد في تحفيزهم بهدف خلق بيئة افتراضية تحاكي حياة الشخص سابقاً، بمعنى آخر الاحتفاظ بذكرياتهم وإعادة تقديمها من خلال تقنيات الواقع الافتراضي. على المرشح لهذه الوظيفة أن يكون على درجة عالية من الذكاء العاطفي للكشف عن الذكريات والخبرات المفقودة، جنباً إلى جنب مع أسس متينة في تقنيات محاكاة الواقع الافتراضي.
هذا الأمر يحتاج إلى وظيفة لا تقلّ تشويقاً عن السابقة هي «باني رحلات الواقع المعزز». فكما ظهرت وظائف المؤلفين وكتّاب الروايات والمسرحيات منذ زمن، فإن كاتبي المستقبل ورساميه سيكونون بناة واقع افتراضي ومعزز، إذ سيعايش الناس الروايات والقصص المصورة وكأنها تحدث أمامهم، وسيشاركون فيها، ما سيتطلب مهارات عالية من تصميم المحتوى والكتابة والبناء. سيتعاون «باني الواقع المعزز» مع مهندسين وفنانين لخلق العناصر الأساسية للناس للتحرك من خلال تجربة الواقع المعزز من المكان والزمان والوقت، وهذا يشمل الإعداد والمزاج والوقت التاريخي والمعلومات والنبرة والشخصيات.
="" title="" class="imagecache-465img" />
للإطلاع على الانفوغراف كاملاً انقر هنا

ارتفاع معدل أعمار الناس يعود إلى الكثير من التطورات، من بينها التطور العلمي في مجال الجينات الذي سيحدث ثورة. لذلك، يقول التقرير إنه بغض النظر عن العرق، الجنس، العمر والمطالبات بالمساواة بين الجنسين، سنواجه المساواة الجينية والحاجة إلى دمج قوى عاملة تشمل العمال الذين عُزِّزوا وراثياً (سواء أثناء الحمل أو في مرحلة لاحقة من الحياة) مع أولئك الذين لم يُعَزَّزوا وراثياً، أي البشر الذين لم تعدَّل جيناتهم لتصبح أقوى في مواجهة الأمراض وتحسين البنية الجسدية وغيرها من الأمور. لذلك، إن «مسؤول التنوع الجيني» سيكون دوره تعزيز بيئة الاندماج الجيني في الشركات من خلال بناء سياسة المساواة الجينية على نطاق الشركات، وتشجيع الإدارة على التزام هذه السياسة وتنفيذها داخل وحدات عملهم.
في المستقبل ستكون الرعاية الصحية المعززة بالذكاء الاصطناعي، متاحة على نطاق واسع وبناءً على الطلب للجميع. لن يعود الطب محصوراً بالذين أتموا سبع سنوات من الدراسة بالحدّ الأدنى، إذ بوجود ممارسي الرعاية الصحية المعززين بالذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية المعمَّقة، ستظهر مرحلة جديدة من الرعاية الصحية، وستظهر وظيفة جديدة هي «فني مساعد للذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية». بإمكان من يتخصص في هذه الوظيفة القيام بالفحص والتشخيص والإدارة ووصف العلاجات، وحتى الجراحة بمساعدة الذكاء الاصطناعي والتواصل مع الأطباء عن بعد، وعليه بالتالي أن يمتلك شهادة في التمريض ومهارات تواصل عالية مع خبرة تقنية في استخدام الأجهزة الرقمية وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز.
يتحدث الباحثون عن وظائف أخرى في التقرير، إلا أنهم يلفتون إلى أنه أثناء إعداد التقرير ظهرت العديد من الوظائف التي بدت بعيدة الأفق زمنياً، وبالتالي لم يتناولها التقرير، إلا أنه يذكر أن هذه هي الوظائف التي قد تقوم بها الأجيال الشابة في المستقبل البعيد: مزارعو الكربون، مهندسو الطباعة الثلاثية الأبعاد، مصممو الرموز والـ avatars، مضاربو العملات الرقمية، مطورو أعضاء بشرية، معلمو اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية للروبوتات، أصحاب منتجعات روبوتية، مزارعو الطحالب، معالجو إدمان تطبيق snapchat، ومديرو بناء «هايبرلوب».

■ للإطلاع على الدراسة انقر هنا

* للمشاركة في صفحة تكنولوجيا التواصل عبر البريد الإلكتروني: [email protected]