كل شيء نقوم به على شبكة الإنترنت مراقب. كل الصفحات التي زرناها ونزورها يمكن تتبعها. بياناتنا قد تُستخدم لبيعنا منتجاً ما من خلال رصد ما نحب وما نزور وما نشارك وما نكتب وما نبحث عنه على شبكة الإنترنت، وقد تُستخدم لمعرفة أسرار من نتواصل معهم ومراقبتنا والتنصت علينا وتحديد موقعنا والحصول على المعلومات وحتى ابتزازنا. لذلك الحفاظ على الحرية الشخصية والحقوق المدنية الأساسية عبر شبكة الإنترنت وحماية الخصوصية وكبح الرقابة، تعتبر حقوقاً أساسية لجميع مستخدمي الشبكة وهو ما يمكن تحقيق جزء منه مع شبكة Tor، مجاناً.
ما هي شبكة Tor؟

تعرّف منظمة The Tor Project، وهي المنظمة المسؤولة عن الحفاظ على برمجيات الشبكة، شبكة Tor بأنها مجموعة من الخوادم التي يديرها متطوعون وتسمح للناس بتحسين خصوصيتهم وأمنهم على الإنترنت. يستخدم مستخدمو Tor هذه الشبكة من خلال الاتصال بسلسلة من الروابط الافتراضية بدلاً من إجراء اتصال مباشر، مما يسمح للمنظمات والأفراد على حد سواء بتبادل المعلومات عبر الشبكات العامة من دون المساس بخصوصيتهم. وعلى نفس المنوال، يعتبر Tor كذلك أداة فعالة لإبطال الرقابة على المعلومات إذ يسمح للمستخدمين بالوصول إلى وجهات أو محتويات محجوبة.

لماذا يجب أن نستخدم Tor؟

استخدام Tor يحمي المستخدمين ضد شكل مشترك من الرقابة على الإنترنت المعروفة باسم "تحليل حركة المرور". ويمكن استخدام تحليل حركة المرور للاستدلال على من يتكلم مع من عبر شبكة عامة. إن معرفة مصدر ووجهة حركة المرور على الإنترنت تتيح للآخرين تتبع سلوكك واهتماماتك، كيف؟ تحتوي رزم بيانات الإنترنت على جزأين: حمولة بيانات وعنوان (header) يستخدم لتوجيه الرسالة. حمولة البيانات هي ما يتم إرساله، سواء كانت رسالة بريد إلكتروني أو صفحة ويب أو ملف صوتي. حتى لو قمت بتشفير حمولة البيانات في الاتصالات الخاصة بك، فإن تحليل حركة المرور لا يزال يكشف عن الكثير من ما يقوم به المستخدم، وربما، ما تقوله وذلك لأنه يركز على العنوان الذي يكشف المصدر والوجهة والحجم والتوقيت والبروتوكول....
يستخدم الأفراد Tor للتأكد من عدم تتبعهم بين المواقع أو للاتصال بمواقع الأخبار أو خدمات المراسلة الفورية عندما يتم حظرها من قبل مزودي خدمة الإنترنت المحليين. وتتيح شبكة Tor للمستخدمين نشر مواقع الكترونية وغيرها من الخدمات من دون الحاجة إلى كشف المستخدم عن موقعه.

كيف تعمل؟

تساعد شبكة Tor على الحد من مخاطر كل من تحليل حركة المرور البسيطة والمتطورة من خلال توزيع المعاملات الخاصة بالمستخدم على عدة أماكن على شبكة الإنترنت، بحيث لا يمكن ان تُربط أي معاملة بمكان المستخدم. الفكرة مماثلة لاستخدام مسار ملتوٍ، يصعب متابعته من أجل التخلص من شخص يتبعك ثم محو آثار أقدامك. بدلاً من اتخاذ مسار مباشر من المصدر إلى الوجهة، تأخذ حزم البيانات على شبكة Tor مساراً عشوائياً من خلال عدة تبديلات تغطي المسارات الخاصة بالمستخدم لذلك لا يمكن لأي مراقب معرفة من أين جاءت البيانات أو أين تذهب.

من يجب أن يستخدمها؟

كل من يهتم بالحفاظ على خصوصيته عليه الانتقال إلى استخدام Tor وهناك بعض الفئات التي يجب أن تستخدم Tor لأسباب عدة. يستخدم الصحفيون Tor للتواصل بشكل أكثر أماناً مع المبلغين والمعارضين. وتستخدم المنظمات غير الحكومية Tor للسماح لعمالها بالاتصال بموقعهم على شبكة الإنترنت أثناء وجودهم في بلد أجنبي، من دون إخطار الجميع بالجوار بأنهم يعملون مع تلك المنظمة. تستخدم الشركات Tor كوسيلة آمنة لإجراء تحليل تنافسي، وحماية أنماط المشتريات الحساسة من المتنصتين. كما أنها تستخدم لتحل محل الشبكات الافتراضية الخاصة التقليدية، والتي تكشف عن توقيت الاتصالات، ما هي المواقع التي لديها موظفون يعملون في وقت متأخر؟ ما هي المواقع التي يستشير فيها الموظفون مواقع البحث عن الوظائف؟ ما هي أقسام البحث التي تتواصل مع محامي براءات الاختراع في الشركة؟
هذه المجموعة المتنوعة من الناس الذين يستخدمون Tor هي في الواقع جزء مما يجعلها آمنة جداً. Tor تخفيك بين مستخدمين آخرين على الشبكة، وبالتالي كلما ازداد عدد مستخدمي Tor كلما تم إخفاء هويتك بشكل أكبر.

■ يمكن تحميل متصفح Tor عبر موقع www.torproject.org.

*المصدر: منظمة The Tor Project