نهاية الشهر الماضي، اكتشفت شركة «فايسبوك» خرقاً أمنيّاً واسعاً، إثر هجوم استهدف حواسيب الشركة، أثّر في حسابات نحو 50 مليون مستخدم. تلك كانت «ثغرة» جديدة تُضاف إلى قائمة الفضائح التي قوّضت سمعة «فايسبوك» خلال السنوات القليلة الماضية، لناحية تعريض خصوصية المستخدمين للخطر وتداول بياناتهم مع أطراف ثالثة. ومع كل فضيحة، كانت «فايسبوك» تخرج بتبريرات ضعيفة واعتذارات لم تُسهم، على ما يبدو، إلا في ضرب مصداقية الشركة، حتى بات البعض يفكر جدياً في التخلي تماماً عن المنصة وتطبيقها. حالة السأم أكدتها دراسة إحصائية نشرها مركز أبحاث «بيو» في أيلول/ سبتمبر الماضي تفيد بأن فضائح «فايسبوك» المتتالية دفعت المستخدمين الشباب إلى النزوح الجماعي عن المنصة.الدراسة التي استطلعت أكثر من 3400 مستخدم للمنصة الاجتماعية في الولايات المتحدة، خلال شهري أيار/ مايو وحزيران/ يونيو، وجدت أن نسبة كبيرة تبلغ 44% من الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاماً، قد حذفوا التطبيق من هواتفهم في السنة الأخيرة، على رغم أن بعضهم ربما يكون أعاد تثبيته مرة أخرى.
وفي الإجمال، وجدت الدراسة أن 26% من المُستَطلعَة آراؤهم قد حذفوا التطبيق، في حين أخذ 42% من المستخدمين «فترة راحة» من استخدامه لعدة أسابيع أو أكثر، بينما عدَّل 54% إعدادات الخصوصية في التطبيق.
على أية حال، يعرض تقرير «نيويورك تايمز» حلاً للذين يرغبون جدياًَ بالابتعاد عن سطوة «فايسبوك» على بياناتهم الشخصية، بلا أي رجعة. علماً بأن درجة صعوبة حذف حسابك عن الموقع تزداد تبعاً لدرجة اتصاله بحساباتك على منصات اجتماعية وتطبيقات أخرى، مثل: «تويتر»، «سبوتيفاي» (Spotify) و«بينترست» (Pinterest)...

بات البعض يفكر جدياً في التخلي تماماً عن المنصة وتطبيقها (أ ف ب )

الخطوة الأولى: حدّد ما قد تخسره
قبل الانفصال نهائياً عن «فايسبوك»، من المهم حصر أي ضرر جانبي محتمل؛ إذ إن حسابات التطبيقات الأخرى المُتّصلة بالموقع الأزرق قد يصعب استخدامها من دون حسابك على «فايسبوك». لذا، يتعيّن أولاً فصل هذا الاتصال بين التطبيقات وبين حسابك على «فايسبوك»، ومن ثم إعادة تعيين كلمات المرور لحساباتك على تلك التطبيقات، وتالياً استعادة قدرة الولوج إليها باستخدام عنوان بريدك الإلكتروني. هذه الخطوة قد تأخذ من وقتك كثيراً، لكنها أساسية لإتمام المهمة.

الخطوة الثانية: حمّل أرشيف بياناتك
بعد تسجيل الدخول لحسابك على «فايسبوك»، اذهب إلى الإعدادات، من القائمة المنسدلة من السهم أعلى يمين الشاشة، بعد ذلك ستجد رابطاً صغيراً يسمح لك بتحميل نسخة من بياناتك. يمكن باختصار القول إن النسخة تحتوي على كل شيء خاص بك قُمت بالسماح لـ«فايسبوك» بالاطلاع عليه في يوم من الأيام. هذا يشمل معلومات دقيقة ومفصلة في ملفات منفصلة حول أوقات دخولك لـ«فايسبوك»، وجميع الصور والفيديوات والمنشورات التي قمت بإضافتها، مرفقة بالتاريخ الذي قمت فيه بإضافة كل منشور. تحميل الملف يجب أن يستغرق نحو 10 دقائق، ريثما يتم تنظيم المعلومات في ملفات منفصلة لأنواع مختلفة من البيانات، مثل الصور وسجل البحث والرسائل. بيد أن تحميل بياناتك من «فايسبوك» لا يعني أنك تقوم بإزالتها من خوادم الشركة (Servers).

الخطوة الثالثة: اضغط على زر الحذف
بعد التأكد من حصولك على نسخة من جميع بياناتك المهمة، سيحين وقت الوداع. في قائمة إعدادات «فايسبوك» (Settings)، أنقر على زر «Your Facebook information» ثم «حذف حسابك وبياناتك». بعد ذلك، أنقر زر «حذف الحساب»، لتظهر أمامك رسالة سريعة تطلب كلمة المرور الخاصة بك. وقد يلي ذلك رسالة أخرى من «فايسبوك» تحذرك من أن الحذف سيكون بشكلٍ دائم. لا تبالي بالتحذير، وأنقر زر الحذف.

الخطوة الرابعة: قاوم العودة!
النقر على زر الحذف لا يعني أن حسابك سيتم حذفه على الفور؛ إذ إن «فايسبوك» ينفّذ الحذف الخاص بك بعد انقضاء مدة 30 يوماً، ليترك أمامك خيار العودة مرة أخرى، أي إلغاء طلب الحذف. وهي فترة سماح ليست بريئة، وقد صُمّمت حتى يتمكن الناس من تغيير آرائهم. لذا، كن صبوراً وقاوم.

الخطوة الخامسة: احذف «إنستغرام»
افتح حساب «إنستغرام» الخاص بك. قم بتحميل (الاحتفاظ) بنسخة من بياناتك التي تحوي الصور والفيديوات، ثم انتقل إلى الصفحة الخاصة بحذف الحساب بشكلٍ نهائي.
اختر السبب الذي ولّد الرغبة في حذف الحساب من ضمن الخيارات المتوافرة في قائمة الأسباب. أدخِل كلمة المرور الخاصة بحسابك، ثم أنقر على زر «حذف حسابي بشكلٍ نهائي».

الخطوة السادسة: تأكَّد من عدم وجود تعقُّب
تعترف الآن إدارة «فايسبوك» أن لديها طرقاً أخرى لتتبع المستخدمين السابقين للمنصة. أي أن حذف حسابات «فايسبوك» لن يوقف تتبع الشبكة للمستخدمين بعد إزالة حساباتهم، بل حتى لغير المستخدمين الذين لم يُنشئوا ملفات تعريفية بها من قبل. لذلك، يتعيّن عليك بعد «الانفصال» حظر «فايسبوك» من متابعتك للتأكد من توقف الموقع عن متابعة أنشطة التصفح الخاصة بك. يتضمن ذلك حذف ملفات تعريف الارتباط (Cookies) على الويب وإعادة تعيين معرّف الإعلانات وتثبيت أداة حظر التّتبع.