شهد العالم هذه السنة عمليات قتل عدة بناءً على خلفيات الضحايا العرقية والمذهبية، قام بها متطرفون بيض، مؤدلجين على «الكراهية»، ومؤمنين بتفوّق العرق الأبيض. وللأسف، لقد شاهدنا تلك الفيديوات جميعاً، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي كافة، قبل أن يتم حذفها بعد فترة.
التحقيقات كانت واضحة، عمليات إطلاق النار التي حصلت داخل مسجد في مدينة كرايستشورش – نيوزيلندا، والكنيس اليهودي في بواي – كاليفورنيا، وأخيراً في متجر والمارت في إل باسو – الولايات المتحدة الأميركية. كل تلك العمليات كانت تشترك بشيء واحد، هؤلاء المتطرفون استخدموا موقعاً إلكترونياً يعمل على هيئة منتدى اسمه (8CHAN)، ونشروا خطاباتهم في صفحات المنتدى، حتى إن سفاح مسجد نيوزيلندا استعمل الموقع لينشر عليه الرابط الإلكتروني للفيديو المباشر للعملية.

أُغلق الموقع في الثالث من شهر آب الماضي، إذ أن أغلب شركات مزودي الخدمة امتنعت عن وضع الموقع على خوادمها، حتى إن شركة CloudFlare والتي تحمي المواقع الإلكترونية على الإنترنت، فسخت العقد مع الموقع ما كشفه أمام هجوم رفض الخدمة الموزعة (DDOS-Attack). اليوم، يعود الموقع تحت اسم جديد (8KUN)، وقانون واحد لجميع زائريه، أن لا ينشروا أي شيء مخالف لقوانين الولايات المتحدة الأميركية، فيما المرعب في الأمر أن هذا الموقع كان يدخل إليه 400 ألف مستخدم جديد كل أسبوع! لذا، يتخوف بعض المحللين، من أن يستطيع بعض المتطرفين من الالتفاف حول بعض القوانين بصيغة جديدة، ليعودوا من خلالها إلى نشر أفكار النازيين الجدد تحت قانون حرية التعبير.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الموقع نُشر عليه محتوى كبير كان داعماً للرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية، بالإضافة إلى الترويج لنظريات تقوم بها الدولة العميقة، من قبل مستخدم عرف بـ (QAnon)، وذلك من أجل إظهار أن الرئيس الأميركي يخوض حرباً غير معلنة ضد الدولة العميقة. حركة «Q» ما زالت مستمرة، وهي تملك قاعدة شعبية كبيرة، يمكن الاستدلال عليها من خلال هاشتاغ (#TheGreatAwakening) و(#WWG1WGA)، بالإضافة إلى شعار «Follow the White Rabbit» إتبع الأرنب الأبيض.