تحاول الحكومات والشركات أن تستخدم تقنيات متقدمة لإيجاد حلول مبتكرة للمشاكل البيئية المتنامية، لا سيّما مشكلة النفايات الصلبة المتفاقمة.
فمن المُتوقّع أن تزداد حدة مشكلة النفايات في السنوات القادمة، إذ تشير أرقام «البنك الدولي» وتوقّعاته إلى أنّ إنتاج النفايات الصلبة في العالم (ملياري طن في اليوم) سيرتفع بنحو 70 في المئة بحلول عام 2050 الذي سيشهد ازدياداً في الضغط على البنية التحتية للمدن الحضرية حيث سيتركّز 68 في المئة من سكّان العالم، وفقاً لتوقعات «البنك الدولي».

في المقابل، ازدهرت سوق إدارة النفايات التي يُتوقع أن تصل قيمتها إلى 530 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقاً لتقرير صادر عن شركة الأبحاث «ألايد ماركت ريسيرتش»، مدفوعةً بالتطوّر التكنولوجي.

توليد الطاقة من النفايات
افتتحت كوبنهاغن مؤخراً محطة لتوليد الطاقة من النفايات، ما يدفع العاصمة قدماً في سعيها لأن تصبح المدينة محايدة الكربون الأولى في العالم بحلول عام 2025.

وعوضاً عن الوقود الأحفوري، يحرق المصنع النفايات، ويستطيع تحويل 450,000 طن من النفايات إلى طاقة سنوياً، ليوصل الكهرباء إلى 30,000 منزل والتدفئة إلى 72,000.

وقد التحقت مدن مثل أديس أبابا الإثيوبية وشنتشن الصينية وهانوي الفيتنامية بكوبنهاغن في اعتماد هذه التقنية.

وعلى الرغم من أنّ تقنية الحرق تنتج انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أن المدينة تخطط لتثبيت نظام لالتقاط الكربون المنبعث ثم تخزينه أو العثور على استخدام تجاري له. وهذا سيساعدها أيضاً على الابتعاد عن اعتمادها على الوقود الأحفوري.

أنظمة أكثر ذكاءً
من ناحية أخرى، باشرت مدن أخرى في استخدام الذكاء الاصطناعي والتشغيل الآلي لفرز المواد القابلة لإعادة التدوير لتقليل كمية النفايات التي يتم إلقاؤها.

فوضعت سنغافورة وسول في كوريا الجنوبية صناديق قمامة ذكية تعمل على الطاقة الشمسية في شوارعها.

وجهّزت كلاً منها بضاغط يمكّنها من حمل المزيد من النفايات بحيث تقوم أجهزة استشعار الصناديق بتنبيه جامعي النفايات فوراً بمجرد امتلاء الصندوق.

أما في النرويج، فارتفع معدل إعادة تدوير النفايات المنزلية في عام 2018 إلى37 في المئة بعد أن اتبعت العاصمة أوسلو نموذجاً ذكياً للتقليل من عدد شاحنات القمامة.

ويستخدم سكان المدينة منذ العام 2012 أكياساً ملوّنة لمختلف أنواع النفايات لتتمكّن الشاحنات من جمعها دفعة واحدة قبل نقلها إلى مصنع فرز بصري، يعمل بدوره على تكنولوجيا القراءة البصرية، التي تكتشف لون الحقائب بدقة 98 في المئة.