انطلقت مركبة «سبايس إكس» اليوم، حاملة أربعة رواد فضاء، من بينهم الفرنسي توما بيسكيه، إلى محطة الفضاء الدولية، وهي ثالث مهمة من نوعها تنفذها هذه الشركة الخاصة منذ معاودة الولايات المتحدة إطلاق الرحلات المأهولة إلى الفضاء.
وهذه الرحلة الثالثة المأهولة للمجموعة الأميركية الخاصة التي أسّسها إيلون ماسك، والتي تنقل الآن رواد فضاء وكالة «ناسا» بعد تسع سنوات من الاعتماد الأميركي على صواريخ «سويوز» الروسية.

وإضافة إلى توما بيسكيه من وكالة الفضاء الأوروبية، يضم طاقم مهمة «كرو-2» رائدي الفضاء الأميركيين شين كيمبروه، وميغن ماك آرثر، والياباني أكيهيكو هوشيدي.

ويفترض أن تلتحم المركبة بمحطة الفضاء الدولية في أقل من 24 ساعة. وسيمثّل هذا الأمر نجاحاً آخر لإيلون ماسك، مؤسّس شركة «سبايس إكس» ومجموعة «تيسلا» للسيارات.

وودّع أفراد الطاقم أحباءهم قبل الصعود في ثلاث سيارات «تيسلا» بيضاء، وهو أمر أصبح تقليداً لشركة «سبايس إكس»، نقلتهم إلى منصة الإطلاق.

وبهذه الرحلة، أصبح بيسكيه أول أوروبي يطير في كبسولة «كرو دراغون».

ومع وجود ثلاثة روس فيها، ستكون المحطة مكتظة بشكل غير عادي، مع 11 شخصاً.

وأطلقت وكالة الفضاء الأوروبية على المهمة اسم «ألفا»، في إشارة إلى «ألفا سنتور»، النظام النجمي الأقرب إلى نظامنا الشمسي.

وتتعاون شركة «سبايس إكس» التي أسّسها إيلون ماسك مع وكالة «ناسا» في مجال النقل الفضائي، في وقت تراكم فيه مركبة «ستارلاينر» التابعة لشركة «بوينغ» التأخيرات في رحلاتها التجريبية.

وقد أدّى نجاح أول رحلة تجريبية مأهولة لشركة «سبايس إكس» في أيار 2020، الى تمكين الأميركيين من إنجاز هذا العمل بعد انتهاء برنامج المكوكات الفضائية «شاتل» عام 2011.

وستعيد هذه الرحلة استعمال المحرك الذي استُخدم في أول مهمة تجريبية غير مأهولة، وستكون مركبة «كرو دراغون» الفضائية هي نفسها التي استعين بها في الرحلة التجريبية المأهولة في أيار الماضي.

وكان توما بيسكيه قد قال لصحافيين إن وجوده يؤكد انخراط أوروبا في غزو الفضاء.

وسيكون الألماني ماتياس ماورير، الأوروبي المقبل الذي سيشارك في مهمة «سبايس إكس» هذا الخريف، تليه الإيطالية سامانتا كريستوفوريتي الربيع المقبل.

وعبّر توما بيسكيه لـ«فرانس برس» عن سعادته بفكرة السفر في مركبة «كرو دراغون» المستقبلية والمستقلة بالكامل، والتي تختلف تماماً عن أسطول مركبات «سويوز» الروسية التي يعرفها.

وأضاف: «الطريقة التي يتم من خلالها الأمر، إنها رائعة، نعرف ما يحدث طوال الوقت».

وأوضح، «في سويوز، يمكن الاعتماد على النظام بشكل لا يصدق، لكن يجب فهم كل المعلومات (...) التي تتضمنها لوحة القيادة، وهذا هو السبب في أن التدريب كان يحتاج إلى وقت أطول بكثير».

وسيلتقي رواد الفضاء الأربعة فريق «كرو-1» لأيام قليلة قبل عودته إلى الأرض.

وخلال مهمته التي تستغرق ستة أشهر، سيكون الفريق مسؤولاً عن إجراء نحو 100 تجربة علمية. ومن بين الأمور المفضلة، وفقاً لتوما بيسكيه، فحص تأثيرات انعدام الوزن على عضيات الدماغ (أدمغة صغيرة تم إنشاؤها في المختبر).

ويأمل العلماء أن تساعد هذه البحوث وكالات الفضاء في الاستعداد للمهمات التي سيواجه خلالها الرواد صعوبات في الفضاء لفترات طويلة، وحتى تساعد في مكافحة أمراض الدماغ على الأرض.

وهناك أيضاً هدف مهم آخر للمهمة يتمثل في توليد الطاقة الشمسية للمحطة، عن طريق تركيب ألواح مدمجة جديدة تتدحرج مثل سجادة يوغا ضخمة.