مع تواصل اتساع رقعة تغطية شبكات الجيل الرابع على مدى السنوات المقبلة، وما ستوافره من سعات استيعاب بيانات أكبر وبسرعات أعلى، تحتاج شركات الاتصالات لإيجاد سبل تضمن أرقى مستويات جودة خدمات النطاق العريض المتحرك للعملاء. ولتحقيق هذا الهدف، قامت شركة توركسل وبالتعاون مع شركتي إريكسون وكوالكوم، بإجراء أول اختبار حي ومباشر لحزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات للتحميل (3C-HSDPA) على شبكة تجارية.
وقد اعتمد الاختبار على ميزة خصوصية من حلول اريسكون ستطرح في الإصدار 15A من برنامج إريكسون لتشغيل الشبكات. واجري الاختبار باستخدام هاتف ذكي مزود بمعالج ومودم كوالكوم.
وتوركسل هي إحدى أبرز شركات الاتصال في أوروبا. اما كوالكوم فهي إحدى أبرز الشركات العالمية المصنعة للشرائح. في حين تعد اريكسون ابرز مورِّد عالمي لحلول وخدمات تكنولوجيا الاتصالات.
وجرى تصميم حزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات HSDPA 3C بهدف زيادة سرعات التحميل بنسبة تصل إلى 50٪ على مستوى الخلية بكاملها بالمقارنة مع قناة نقل واحدة، وبغض النظر عن ضغط الشبكة. وقد شهد الاختبار تسجيل سرعة 63 ميغابت في الثانية للتحميل. نفذ الاختبار على موجة 2.1 غيغاهرتز ضمن شبكة تجارية مجهزة بتكنولوجيا الوصول المتعدد بالتقسيم الكودي العريض النطاق (WCDMA) وباستخدام ثلاث قنوات بتردد 5 ميغاهيرتز للتحميل وقناتين بتردد 5 ميغاهرتز للإرسال، حيث توزعت القنوات كافة على نطاق التردد 2.1 غيغاهرتز الذي تملكه شركة توركسل. كما جرى خلال الاختبار استخدام شبكات أرضية Core network ولاسلكية Radio access network تابعة لإريكسون.
وتعد حزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات بدلاً من الثنائية القنوات إحدى التقنيات التي تتابعها شركات الاتصالات باهتمام كبير منذ فترة طويلة.

تمثل تكنولوجيا WCDMA/HSPA مكملاً مهماً لشبكات الجيل الرابع


وقال بولنت إلينو، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا الشبكية في شركة توركسل في تركيا: «لأول مرة في العالم اختبرت حزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات على شبكة تجارية تكنولوجيا، ونحن نفخر بأن شركتنا استضافت بنجاح أول اختبار عالمي لهذه التكنولوجيا الواعدة». وتعد توركسل، التي شاركت في الاختبار، إحدى أبرز شركات الاتصال المتحرك، وهي تمتلك حالياً شبكة تدعم حزم البيانات عالية السرعة ثنائية القنوات وتحقق سرعات استقبال وتحميل تصل إلى 43.2 ميغابت في الثانية وإرسال تصل إلى 5.76 ميغابت في الثانية.
ويعتبر زيا إردم، المدير العام لشركة إريكسون في تركيا ان تلبية احتياجات التطبيقات من البيانات وتحسين تجربة المستخدم النهائي نقاط ارتكاز لاستراتيجيات تطوير حلول الاتصال في الشركة. وقد نجحت اريكسون أخيراً في إجراء أول اختبار على مستوى العالم لحزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات للتحميل وثنائية القنوات للإرسال، بالتعاون مع توركسل وكوالكوم. وستتيح هذه التقنية لعملاء توركسل الاستفادة من تطبيقات الاتصال المتحرك على نحو أفضل وتحقيق الفائدة المرجوة منها بسهولة أكبر، وسترتقي بتجربة المستخدم برمتها إلى مستويات جديدة». يذكر أنه صُمّمت حزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات 3C-HSDPA لتمكين مستخدم واحد من تحميل ما يصل إلى ثلاث قنوات بتردد 5 ميغاهيرتز في وقت متزامن. وهي تدعم الموجات الأحادية، حيث تُضبط القنوات الثلاث على الموجة نفسها، وتدعم الموجات المزدوجة، حيث يجرى ضبط القنوات الثلاث على موجاتين.
كذلك جرى اختبار الإرسال المحسن متعدد القنواتEnhanced uplink multi-carrier (EUL-MC)، وهي ميزة خاصة أطلقتها إريكسون ضمن نطاق الإصدار B14 من برنامجها لتشغيل الشبكات، قادرة على زيادة سرعة الإرسال بنسبة عالية جداً، حيث نجح الفريق أثناء الاختبار في إحراز تحسينات في سرعة الإرسال بنسبة 100٪. وجرى تصميم تقنية الإرسال المحسن متعدد القنوات EUL- MC لإتاحة إرسال متزامن عبر قناتين بتردد 5 ميغاهرتز إلى مستخدم واحد بسرعات تصل إلى 11.5 ميغابت في الثانية خلال أوقات الذروة، وزيادة في السرعة تصل إلى 100٪ ، وذلك بغض النظر عن الأحمال و ضغط الشبكة، وعلى نحو يشمل الشبكة بالكامل، أي في مركز وأطراف مناطق تغطية خلية البث على حد سواء.
وتمثل كل من حزم البيانات عالية السرعة ثلاثية القنوات3C-HSDPA والإرسال المحسن متعدد القنوات EUL-MC الخطوات المستقبلية على درب تطوير حزم البيانات عالية السرعة متعددة القنوات، وهي تقنية واعدة لتلبية احتياجات التطبيقات المتنامية للبيانات. وقد أجري تطوير البث متعدد القنوات عبر ترقية البرمجيات بهدف زيادة القدرات وتحسين معدلات الإرسال والاستقبال خلال أوقات الذروة بشكل كبير، إلى جانب تحسين تغطية و تلبية احتياجات التطبيقات بشكل هائل. وتمثل كل من هذه الحلول التكنولوجية خطوات مهمة للارتقاء بتجربة الإنترنت المتحرك عريض النطاق للمستخدمين، حيث يتوقع أن تكون هذه التقنيات متاحة تجارياً للاستخدام على الأجهزة خلال النصف الثاني من العام الجاري.
تجدر الاشارة الى أن تقنية الجيل الثالث انتشرت في اليابان عام 2003 عبر شبكات الهاتف الخلوي ذات السرعة العالية، قبل ان تتوسع باتجاه أوروبا والولايات المتحدة الأميركية. ويمتاز الجيل الثالث عن الجيلين السابقين من الاتصالات اللاسلكي، كونه مصمماً للتعامل مع البيانات والصوت معاً. ولقد جرى الانتقال من الجيل الثالث إلى تكنولوجيا التطور الطويل الأجل (LTE) أي الجيل الرابع بسرعة أكبر من الانتقال السابق من شبكة الجيل الثاني إلى شبكة الجيل الثالث.
ولقد اعلنت كوريا الجنوبية في كانون الثاني الماضي انها تعمل على تطوير شبكات الجيل الخامس 5G. وتقول وزارة العلوم الكورية إن الخدمة الجديدة التي ستُعلَن عام 2017، على أن تطلق تجارياً عام 2020، ستكون أسرع من الخدمة المتوافرة حالياً، 4G، بألف مرة.

يمكنكم متابعة بسام القنطار عبر | http://about.me/bassam.kantar