في تاريخها، لم تحلم سامسونغ بأفضل من هذا الظرف لإطلاق جهاز جديد في مجموعتها. غريمها التقليدي، آبل، يعاني حملة انتقادات هي الأسوأ على الإطلاق، حتى إن الشائعات تتحدث عن دور كبير للشركة الكورية في تضخيم تلك الانتقادات وتسويقها، ليبصر Note 4 النور في وقت يخسر فيه Iphone6 بريقه.على عكس معظم وكلاء الشركات المصنعة للهواتف الذكية، تصر CTC على أن يكون لبنان على لائحة الدول الأولى التي يطلق فيها أي هاتف جديد، الأمر الذي شاهدناه مع إطلاق Galaxy S5، نشهده اليوم مع Note 4، برغم أن السوق اللبنانية هي الأصغر بين أسواق المنطقة ومصابة أكثر من غيرها بداء التهريب، لكنها سوق قادرة على التفاعل السريع مع أي منتج جديد، سلباً أم إيجابًا، ويمكن اعتمادها لقياس نجاح أي منتج في المنطقة أو فشله.

ومن هنا يبدو لافتاً رد الفعل الأولي للكثيرين ممن تعرفوا إلى الجهاز الجديد في العرض الذي أقيم لإطلاقه قبل أيام، فقد اعتبر الجهاز بتقنياته Déjà vu، إذ جمّع كل التقنيات التي سبق أن شاهدناها في Nokia وLG وحتى في Note3، ودمجها في جهاز أنيق.
فالجهاز الجديد يأتي بتصميم جذاب يضفي بعض الرونق على الأجهزة الضخمة، والإطار الذي في الغالب يكون بلاستيكياً يأتي اليوم معدنياً، ليعطيه جمالاً وصلابة، أما الخلفية، فتأتي من الجلد الذي يضفي بعض الفخامة على الجهاز.
هذه الإضافات كانت ضرورية بعد الانتقادات الكثيرة التي ووجه فيها نوت ٣ واتهامه بأنه مصنوع من مواد رخيصة لا تتلاءم مع المواصفات الداخلية للجهاز ولا مع سعره، تلك الوصفات التي حافظت سامسونغ على معظمها مثل القلم الذكي، والتطبيقات الخاصة بسلسلة نوت.
لكن الجديد هو الشاشة التي تأتي بتقنية Quad HD ما يعني أننا إذا قسمناها إلى اربع شاشات تكون كل واحدة منها HD، وبالتالي هي من الشاشات الأفضل (لا الوحيدة) في السوق. وبرغم أن الشاشة تعاني ثغرة واضحة تتمثل بالفراغ بينها وبين الإطار الخارجي، ما يسمح بامتلائها بالغبار، الذي قد يؤثر في عمل الهاتف والشاشة على السواء، فإنها حازت الكثير من الجوائز بسبب نقاوة ألوانها وسطوعها.
«حماية المستهلك» تعوّل على «شطارة» المواطن لكشف الغش

والشاشة ليست التطور الوحيد في Note 4 ولا سيما أن سامسونغ أدركت أهمية المنافسة في ميادين لطالما عُدّت ثانوية، مثل البطارية التي عجزت عن جعلها تدوم أكثر، لكنها ابتكرت تقنية تسمح بأن تشحن بوتيرة أسرع، فيمكن شحنها بنسبة خمسين في المئة بوقت لا يتعدى العشرين دقيقة (أي نصف الوقت الذي يتطلّبه نوت ٣). وكذلك الكاميرا الأمامية التي باتت أساسية لالتقاط السيلفي، وهنا كان التحدي الكبير بأن تستطيع سامسونغ أن تزيد من قدرة الكاميرا الأمامية من دون أن يؤثر ذلك في محادثات الفيديو أو السكايب التي تؤثر فيها سلباً الكاميرات التي تزيد دقتها على ٢ ميغابيكسل.
فكان الابتكار بكاميرا بعدسة متحولة تستطيع أن تصور بدقة ٣.٧ ميغابيكسل أثناء التقاط الصور العادية لتتحول إلى ٢ ميغابيكسل في محادثات الفيديو. واستغنت كذلك عن الفلاش الأمامي باعتماد مقاسين مختلفين لفتحة العدسة، ما يسمح بوصول ضوء أكثر للكاميرا في الظلام. وهذه التقنيات الجديدة في الكاميرا تأتي مع حزمة كبيرة من التقنيات والبرامج التي تمكّن من جعل الكاميرا عملية وفعالة أكثر من السابق، كاعتمادها زاوية التصوير العريضة التي تسمح بتصوير عدد أكبر من الأشخاص في صورة سيلفي واحدة. أما الكاميرا الخلفية، فتأتي بدقة 16 ميغابيكسل مع كامل التقنيات التي شاهدناها في S5. أما في تقنيات النوت، فلم نشهد أي شيء جديد يذكر، باستثناء سمارت سيليكت، التي تسمح باختيار عدد كبير من الصور وتخزينها بسهولة في مكان واحد من دون الحاجة إلى الخروج من الصفحات.
أما من الداخل، فهو جهاز سريع جدا مع معالج رباعي بسرعة 2.7GHz ومع ذاكرة عشوائية تبلغ 3GB RAM.
لذلك لا شك في أن نوت ٤ هاتف ممتاز، بل هو الأفضل في فئة الفابليت (بين الهاتف والتابليت) لكنه، شأن معظم أجهزة نوت، يقدم عشرات التقنيات المبتكرة التي لا يحتاجها المستهلك فعلياً. فهل يطيح Note4 منافسه الجديد Iphone 6 plus؟ الحكم للأيام وحدها.