بعدما عانى نجوم سوريا من «التشبيح» على جبهات مختلفة، انتقلت الحالة إلى مكان آخر من القمع والتضييق على خلفيات سياسية. البداية كانت استمراراً لما بدأ عام 2013، إذ قابلت السفارات السورية في بعض الدول العربية طلب تجديد جواز سفر بعض النجوم بالرفض، متذرعةً بالأسباب الأمنية، وأهمهم جمال سليمان الذي أوقف في مطار القاهرة بسبب إبراز جواز سفر غيني.
وسرعان ما تحوّل تأخير الفنانين في المطارات وعلى المنافذ الحدودية إلى سمة عامة للسنة الماضية. تعرّض دريد لحام للموقف نفسه في مطار القاهرة لدى دعوته للتكريم في «مونديال الإذاعة والتلفزيون». وهو ما حصل مع عابد فهد في المطار ذاته، بينما أخّرت المعابر الحدودية اللبنانية فنانات سوريات على غرار أمل عرفة وكاريس بشار. وكان لتوقيف أصالة نصري في مطار بيروت ومصادرة جواز سفرها قصة أخرى، بعدما تبيّن أنّ السبب هو رفع دعوى من قبل محامين سوريين على خلفية زيارتها فلسطين المحتلة. لكن قضية صاحبة أغنية «شخصية عنيدة» حظيت بتعاطف وزير العدل اللبناني أشرف ريفي، الذي صرّح بأنّه سيعيد لها جواز سفرها ويمنع محاكمتها على خلفية مواقفها من النظام السوري. في مقابل، فقدت أصالة شقيقها أيهم نصري إثر نوبة قلبية مفاجئة، ولم يتمكّن الحدث الجلل من لمّ شمل العائلة التي فرقتها السياسة. على صعيد آخر، ما زال النظام السوري يعتقل مجموعة من الفنانين بينهم: زكي كورديلو وابنه مهيار، والسيناريست عدنان زراعي، والممثلة ليلى عوض، ومهندس الفيديو عبد الرحمن ريا. كما حُكم على الممثلة سمر كوكش بالحبس لمدّة خمس سنوات بتهمة «تمويل الإرهاب والترويج له».
وربما يعتبر الحدث الأبرز هذا العام هو دعوة نقيب الفنانين السوريين زهير رمضان للممثلين الذين غادروا البلاد إلى العودة إلى الوطن، ومن ثم استثناء الفنانين الذين ساهموا بـ«سفك الدم السوري» بحسب تعبيره، ووعدهم بفصلهم من النقابة. ومن هؤلاء جمال سليمان، ومكسيم خليل، وعبد الحكيم قطيفان، وجلال الطويل. وهو ما اعتبره نقاد ومتابعون «سلوكاً قمعياً يتفوّق على الأجهزة الأمنية». وسرعان ما تراجع رمضان عن قراره بعدما سُرّبت معلومات ترجّح امتثاله لتوجيهات من القيادة السورية.
حمل هذا العام حضوراً سورياً جديداً على المستوى العالمي، إثر وقوف الممثل جهاد عبدو أمام الحسناء الأوسترالية نيكول كيدمان في فيلم «ملكة الصحراء»، كتابة وإخراج الألماني فيرنر هيرتزوغ (1942). كما خطى النجم غسان مسعود خطوة مماثلة في هذا الاتجاه، بتجسديه دوراً جديداً تحت إدارة المخرج ريدلي سكوت في فيلم «سفر الخروج: آلهة وملوك».
أخيراً، شهد عام 2014 بدء التحضير لعودة «شيخ المخرجين السوريين» هيثم حقي بعد غياب سنوات من خلال نص كتبه بنفسه بينما يعد له السيناريو بمشاركة غسان زكريا وخالد خليفة. كما شهد ولادة نجم المغني حازم شريف الذي حصد لقب الموسم الثالث من برنامج «أراب آيدول» (mbc). كما سجّل العام رحيل جديد لمجموعة من النجوم السوريين المخضرمين هم: تيسير السعدي، وعبد الرحمن آل رشي، وأدهم الملا، وعصام عبه جي، ورياض شحرور، فضلاً عن الممثلتين الشابتين سوزان سلمان ونجلاء الوزة.