الاحتياطي الفدرالي ينهي سياسة الفائدة صفر

  • 0
  • ض
  • ض

رفع البنك المركزي الأميركي أمس نسبة الفائدة الرئيسية، للمرة الاولى منذ عشر سنوات، كما كانت تتوقع الأسواق، وفق ما جاء في بيان لجنة السياسة النقدية في البنك. وقالت جانيت يلين، رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، إن قرار رفع الفائدة هو «إقرار بالتقدم الذي تحقق على صعيد الوظائف والدخل» في الولايات المتحدة. ورُفعت نسبة الفائدة بين البنوك، التي ظلت تراوح بين 0% و0.25% منذ نهاية 2008، بربع نقطة، لتصبح ما بين 0.25% و0.50%، «نظراً إلى الإمكانات الاقتصادية، وإقراراً بالمهلة التي تتطلبها خطوات السياسة النقدية للتأثير في الاقتصاد»، وفق ما جاء في بيان اللجنة، الذي طمأن أن السياسة النقدية ستبقى «مرنة» بعد هذه الزيادة. ووعدت اللجنة برفع نسبة الفائدة لاحقاً، وبشكل تدريجي، لتصل إلى 1.4% في نهاية العام المقبل، معتبرة أن سوق العمل في الولايات المتحدة قد «تحسن إلى حد كبير» العام الجاري، ومعربة عن ثقتها في معاودة ارتفاع نسبة التضخم نحو هدف 2%. ومع هذا القرار، يطوي الاحتياطي الفدرالي صفحة السياسة النقدية التي أبقت معدل الفائدة يحوم حول الصفر، والتي اعتمدها البنك عند انفجار الأزمة الاقتصادية عام 2008، في محاولة لتحفيز النمو.

أثار القرار مخاوف من زعزعة اقتصادات الأسواق الناشئة
وكان الاحتياطي الفدرالي الأميركي قد تردد في أيلول الماضي في إقرار الزيادة على نسبة الفائدة، بسبب المخاوف من تباطؤ الاقتصادات العالمية، وعلى وجه خاص الاقتصاد الصيني. وأكد الاحتياطي الفدرالي أنه سيستمر في مراقبة «التطورات الدولية»، وأن معدلات الفائدة «ستكون رهن المعطيات الاقتصادية»، معلناً أن لجنة السياسة النقدية في البنك «تتوقع أن تتحسن الظروف الاقتصادية بشكل يتطلب فقط رفعاً تدريجياً لمعدلات الفائدة على الأموال الفدرالية»، أداتها الرئيسية في السياسة النقدية. ويتخوف مراقبون من أن هذا التغيير في السياسة النقدية الأميركية، الذي يتباين مع تشديد عمل البنكين المركزيين الأوروبي والياباني، قد يسبب اضطرابات في الأسواق العالمية، وزعزعة اقتصادات البلدان الناشئة، القلقة من تهافت المستثمرين على الدولار. فسياسة معدل الفائدة الذي يحوم حول الصفر كان قد دفع العديد من المستثمرين إلى توظيف أموالهم في بلدان الأسواق الناشئة، كالبرازيل وتركيا وجنوب أفريقيا، سعياً إلى تحقيق ربح أكبر. ومع نهاية هذه السياسة، ستصبح هذه البلدان أقل جذباً للتوظيفات، وقد تشهد تسارعاً مفاجئاً لهرب رؤوس الاموال الذي بدأ بالفعل. وفي هذا السياق، نصح البنك الدولي سلطات هذه الدول بـ«شد الأحزمة»، استعداداً لاضطرابات. (الأخبار، أ ف ب، رويترز)

  • جانيت يلين

    جانيت يلين (أرشيف)

0 تعليق

التعليقات