المعارضة الإسرائيلية غير متفائلة بتطبيع العلاقات مع تركيا

  • 0
  • ض
  • ض

تعددت المقاربات الإسرائيلية للتفاهمات الجارية بين أنقرة وتل أبيب، وقد أعلن عنها أول من أمس. ثمة من وصف ما جرى بالتحول الدراماتيكي بين الدولتين، وآخرون تخوفوا من انعكاساته السلبية على العلاقات والاتفاقات بين إسرائيل وكل من اليونان وقبرص إضافة إلى مصر، الذين تسود بينهم وبين تركيا علاقات متوترة. مع ذلك، يتبنى بعض من في تل أبيب تقديرا مفاده بأن مسارعة مكتب بنيامين نتنياهو إلى الكشف عن هذه التفاهمات، هي نتيجة حاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إنجاز سياسي من هذا النوع، كي يحصن مخطط الغاز الذي وقعه بما يخالف توصيات لجنة الاقتصاد في الكنيست. كذلك يرون أن نتنياهو يحاول الإيحاء بأن خطوته دفعت الأتراك إلى الاقتراب من إسرائيل من أجل استيراد الغاز منها، لكن التقدير السائد في إسرائيل هو أن الاتفاق يشكل أيضا حاجة سياسية إلى تركيا بسبب العزلة الدولية التي تواجهها، وضرورة اقتصادية لكونها تحتاج إلى الغاز الإسرائيلي بعدما أقلقتها إمكانية مبادرة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى وقف إمدادها بالغاز، إضافة إلى أن تقارب تل ابيب مع القبرص واليونان شكل مصدر قلق لأنقرة نفسها.

«كل موطئ قدم للأتراك في غزة سيكون على حساب مصر»
في المقابل، لم تسلم المعارضة الإسرائيلية بالإنجاز السياسي الذي حققه نتنياهو مقابل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. ورأى رئيس المعارضة و«المعسكر الصهيوني»، إسحاق هرتسوغ، أن الاتفاق مع تركيا «أتى متأخرا وكان يمكن التوصل إلى اتفاق أفضل قبل سنتين أو ثلاث سنوات». وحول أسباب التأخير، رأى هرتسوغ أن ذلك يعود إلى خوف نتنياهو من رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، افيغدور ليبرمان، وشركاء آخرين في الائتلاف الحكومي آنذاك، الأمر الذي أدى إلى رفع الثمن الذي ستدفعه إسرائيل، شارحا أنه يقول هذه الأمور عن معرفة. مع ذلك، حذر هرتسوغ من أنه ينبغي التأكد من أنه لن يكون للأتراك ولرئيسهم أردوغان «موطئ قدم في قطاع غزة». كذلك لم يكن مفاجئا انتقاد ليبرمان التفاهمات المعلنة مع تركيا، أولا لأنه منذ تموضعه في المعارضة أخذ منحى انتقاديا لكل الخطوات والمواقف التي تتخذها الحكومة، ومن جهة أخرى كان يتبنى خطا صقوريا في مواجهة تركيا. هذا ما دفع ليبرمان إلى القول إن «الاتفاق مع الأتراك لم يستكمل بعد، لكن الضرر السياسي قد حدث». وحذر ليبرمان، الذي كان يتحدث في مؤتمر «دراسات 2015 FSU» من انعكاسات الاتفاق على علاقات إسرائيل مع كل من اليونان وقبرص. على ضوء ذلك، رأى وزير الخارجية السابق أن هذه الخطوة نابعة من «الانتهازية لا من سياسة حكيمة وموزونة». وأشار إلى أن إسرائيل استثمرت في السنوات الماضية جهودا كثيرة في تطوير وتعزيز العلاقات مع اليونان وقبرص، كما «توصلنا معهما إلى تفاهمات مهمة». وتابع: خطوة التفاهم مع أنقرة قد تضر تلك العلاقات، وهي ستمس أيضا العلاقات مع مصر، لأنني أجد صعوبة في رؤية أردوغان يتخلى عن مطالبه في مسألة غزة. كل موطئ قدم للأتراك في غزة سيكون على حساب مصر». ‎مع ذلك، وصف الوزير الليكودي لشؤون القدس والشؤون الإستراتيجية، زئيف الكين، الاتفاق المتبلور حول تطبيع العلاقات مع تركيا بالاتفاق المعقول. وأشار إلى أن إسرائيل لم توافق على المطالب المبالغ بها التي عرضتها الحكومة التركية لدى بدء المفاوضات، ومن ضمنها صرف تعويضات ضخمة ورفع الحصار عن غزة. ولفت الكين إلى أن إسرائيل أصرت على فرض قيود على نشاط حركة «حماس» في تركيا وأن أنقرة وافقت على ذلك. في السياق نفسه، نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة تأكيدها أن تل أبيب لن ترفع بأي حال من الأحوال الطوق الأمني المفروض على القطاع، وإذا أصرت أنقرة على هذا البند في الاتفاق المتبلور على تطبيع العلاقات بين إسرائيل وتركيا، فلن «يجري التوصل إلى أي حل أو تسوية». وأكدت المصادر نفسها أن الاتصالات مع تركيا بشأن تصدير الغاز الطبيعي لها، لن تكون على حساب الاتصالات والعلاقات الوطيدة بين إسرائيل وكل من مصر وقبرص واليونان. وأضافت أن «إسرائيل ستتفاوض مع جميع الدول لدراسة كميات الغاز التي ستصدر لكل منها، باعتبار أنه لا تزال هناك كميات هائلة من الغاز في عمق البحر». وشددت أيضا على أن التقارب الإسرائيلي التركي لن يمس العلاقات الإسرائيلية ــ الروسية كما ان «إسرائيل لا تحول أنقرة إلى حليف إستراتيجي بل تقوم بترتيب العلاقات معها». ونقلت الإذاعة أيضا عن مسؤول حكومي تركي رفيع قوله إن تركيا وإسرائيل توشكان على التوصل إلى اتفاق نهائي يفسح المجال أمام إعادة تطبيع العلاقات بينهما. وذكر المسؤول التركي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه جرى إحراز تقدم في المفاوضات مع إسرائيل بشأن رفع الطوق عن غزة وصرف تعويضات لتركيا على خلفية حادثة مرمرة عام 2010. وأعرب المسؤول التركي عن أمله في استكمال تفاصيل الاتفاق قريبا.

0 تعليق

التعليقات