بعد الاشتباكات الأخيرة في قلقيلية، بدا أن الحوار الوطني على شفير الانهيار، إن لم يكن قد انهار فعلاً، ما استدعى تدخّلاً من رئيس الحكومة المقالة التابعة لحركة «حماس» في قطاع غزّة، إسماعيل هنية، لإطلاق الإنذار الأخير، ومطالبة مصر بالتدخّل قبل فوات الأوان، في وقت دخلت فيه حركة «الجهاد الإسلامي» على خط الاعتقالات، التي تنفّذها أجهزة السلطة الفلسطينيّة في الضفة الغربية.وقال هنية إن «الحوار الفلسطيني أصبح على مفترق طرق»، معتبراً أن مصر لن تقبل أن يستمر الحوار في «ظل سفك الدماء الحاصل في الساحة الفلسطينية». وأضاف، في كلمة متلفزة في وقت متأخر من مساء الخميس، «نتوقع من الإخوة في مصر أن يتدخلوا تدخّلاً قوياً للجم ما يجري في الضفة الغربية، ولحماية الشعب الفلسطيني، ولمنع المساس بالمقاومة الفلسطينية».
مداخلة هنيّة جاءت بعد سقوط 3 قتلى لـ«حماس» في اشتباك قلقيلية بين الأمن الفلسطيني ومقاتلين من «حماس». ورأى هنية أن «ما يحصل في الضفة الغربية هو تدهور خطير، وخصوصاً على صعيد العلاقات الوطنية، وعلى صعيد ثقافة السلاح ضد الفلسطينيّين». وقال إن حكومته «لا تزال تتوجه إلى العقلاء بأن يضعوا حدّاً لهذه التصرفات، وألّا يسمحوا بأن تستمر إراقة الدماء الفلسطينية على أيدي فلسطينية».
وبدّد هنيّة المخاوف من قيام حكومة «حماس» بحملة ملاحقة ضد حركة «فتح» في قطاع غزة، قائلاً «الحكومة في غزة لا تبني مواقفها على ردات الفعل».
في هذا الوقت، اتهمت حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقال عشرة من أعضاء الحركتين في الضفة الغربية خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وقالت «حماس»، في بيان لها، إن «الأجهزة الأمنية واصلت حملة اعتقالاتها في صفوف أنصار الحركة»، فاعتقلت 7 منهم يوم أول من أمس. وذكرت أن بين المعتقلين أسيرين محررين من السجون الإسرائيلية، ونجل نائب معتقل في السجون الإسرائيلية، وإمام مسجد. وأوضحت أن الأجهزة الأمنية اقتحمت منزل النائب الأسير محمد أبو جحيشة في بلدة إذنا غرب الخليل، واعتقلت نجله مقداد، وأطلقت النار في محيط المنزل.
بدورها، قالت حركة «الجهاد الإسلامي»، في بيان لها، إن جهاز الاستخبارات العامة اعتقل ثلاثة من أعضاء الحركة من بلدة الزبابدة غرب جنين، من بينهم الأسير المحرر طه الشرقاوي. وأضافت إن «السلطة اختطفت المجاهدين الثلاثة بتهمة التحريض السياسي، ومحاولة صياغة بيانات تدين جرائمها في قلقيلية ضد مجاهدي «كتائب القسام»، وعمليات الاختطاف المتلاحقة للمقاومين من مختلف الفصائل، وعمليات استدعاء أئمة المساجد، والمواطنين المقرّبين من المقاومة».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)