واشنطن ـــ محمد سعيداستبقت دمشق وصول المبعوث الأميركي الخاص بالشرق الأوسط، جورج ميتشل، إليها بعد غد الجمعة، بتفويض أنقرة إعادة تحريك ملف مفاوضاتها غير المباشرة مع تل أبيب.
ويصل ميتشل غداً إلى بيروت، حيث يلتقي كبار المسؤولين، قبل أن يحلّ على دمشق ضيفاً للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه في كانون الثاني الماضي. وتدوم زيارة ميتشل إلى سوريا يومين، يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم. ويعرّج ميتشل على العاصمتين اللبنانية والسورية في ختام جولة حالية بدأها أمس، وتشمل إسرائيل والسلطة الفلسطينية والأردن ومصر.
وتحرّك الملف النائم للمفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية يأتي في سياق مناقض لتصريحات سورية سابقة أعلنت رفض العودة إلى صيغة المفاوضات غير المباشرة التي رعتها تركيا بين أيار وكانون الأول الماضيين؛ فقد كشف كل من وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو، والسفير السوري لدى أنقرة نضال قبلان، أمس أن دمشق ترغب في استئناف المفاوضات غير المباشرة مع تل أبيب. طلب أكّد أوغلو أنه أبلغه إلى أركان الإدارة الأميركية الذين التقاهم في واشنطن الأسبوع الماضي.
وبحسب ما نقلته الإذاعة الإسرائيلية عن رئيس الدبلوماسية التركية، فإنّ دمشق تريد مواصلة المحادثات من المكان الذي توقفت عنده مع بدء عدوان «الرصاص المصهور» على غزة في الشتاء الماضي. وأشار أوغلو إلى أن بلاده مستعدة لاستعادة دورها كوسيط بين الطرفين، لافتاً إلى أنّ ذلك يعتمد على طبيعة ردّ الدولة العبرية.
ووفق وكالة «فرانس برس»، فإنّ دمشق بعثت في الفترة الأخيرة برسائل عديدة عبر الأتراك إلى قادة دولة الاحتلال لإبلاغهم رغبتها بإعادة إحياء المفاوضات غير المباشرة. وأكّد قبلان أن سوريا «تدعم بقوة جهود الوساطة التي تقوم بها تركيا من أجل استئناف مفاوضات السلام غير المباشرة مع إسرائيل». وأعلن أنّه، أثناء زيارة الرئيس التركي عبد الله غول الأخيرة قبل نحو شهر إلى دمشق، أكد له الرئيس بشار الأسد أن «دعم سوريا لجهود الوسيط التركي لا يزال قوياً وقائماً»، وأن «الثقة بنزاهة الوسيط التركي لا تزال قوية».
واختصر قبلان الوضع الحالي بالقول إن «الكرة في ملعب الآخر (إسرائيل)»، لأنّ الأسد أبلغ نظيره التركي «بأننا أخبرنا كل الموفدين الأوروبيين بهذا الموقف».
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أعلن في 25 أيار الماضي أن بلاده قد تستأنف المفاوضات «وفق الأسس والمرجعيات الدولية والانسحاب الشامل من الجولان (المحتل) لغاية خط 4 حزيران 1967، وإلا فلن تكون هناك
مفاوضات».