حسام كنفانيكان لزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، إلى القاهرة رمزيّة جوهريّة في مسار المصالحة الفلسطينية المتعثّرة. ورغم تصريحاته الانفتاحية بعد لقائه رئيس الاستخبارات المصريّة، عمر سليمان، غير أن مسار المحادثات بين الجانبين اتخذ طابعاً حاداً، ولا سيما مع تضمّنه تحذيرات مصرية صريحة بإمكان التدخّل مباشرة إذا رُفض عرض اتفاق إنهاء الانقسام في السابع من تموز المقبل.
وأكدت مصادر مطلعة على مسار المحادثات، لـ«الأخبار»، أن سليمان بادر مشعل إلى القول: «لقد استقبلنا عشرات الوفود من حماس، وفي كل مرة كانوا يقولون لنا إننا بحاجة إلى مراجعة قياداتنا، ونحن طلبنا حضورك باعتبارك رئيس المكتب السياسي، إلا إذا كان لديك مرجعية أخرى تحتاج إلى مشاورتها»، في إشارة ضمنية إلى سوريا وإيران وقطر.
وانتقل سليمان إلى الحديث عن الخطّة الأميركية للمنطقة، مشيراً إلى أنها «فرصة». وقال لمشعل: «هذه الفرصة الأخيرة بالنسبة إليكم. الأميركيون فتحوا لكم باباً لا بد من استغلاله». وأضاف أن الأميركيين أبلغوا الرئيس المصري حسني مبارك أنهم «لن يصرفوا كل الوقت على القضية الفلسطينية، بل وضعوا وقتاً محدّداً، وفي حال الفشل سيحمّلون الفلسطينيين المسؤوليّة»، وهو ما يفسّر إصرار المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل على «بداية ونهاية سريعة للمفاوضات».
ونقل سليمان عن الأميركيين تشديدهم على ضرورة وجود «تجاوب فلسطيني مع مساعيهم»، وتأكيدهم أن «المفاوض المعتمد بالنسبة إليهم هو (الرئيس) محمود عباس، وأنهم ليسوا على استعداد للتفاوض مع شخص غيره».
وحمّل سليمان «حماس» مسؤولية تعثّر المفاوضات من خلال الانقسام، مشيراً إلى أنهم «يضيّعون الفرصة». وطلب من مشعل «جواباً صريحاً وواضحاً عن مشروع إنهاء الانقسام»، ملوّحاً بأن «الجغرافيا السياسيّة لها دور في القرار»، في إشارة إلى دور مصر وجوارها مع قطاع غزّة، من دون أن يوضح ما هو الدور الذي يمكن أن تؤديه، ولا سيما أنه أقرّ بأن مصر «ليست طرفاً محايداً».
وردّاً على مطالبة مشعل بأن تكون «حماس» طرفاً في المفاوضات على قاعدة «إذا كان لا بد من حصول شيء يجب أن يكون على حماس»، قال له سليمان: «أنتم لستم جزءاً من العملية التفاوضيّة. الدور الذي من المفترض أن تؤدوه هو في إنهاء الانقسام»، مجدّداً القول: «إذا لم تستجيبوا فإن الجغرافيا السياسيّة ستؤدي دورها».
وانسجاماً مع كلام سليمان، أبلغ مساعده، محمد إبراهيم، وفداً فلسطينيّاً أن «الفرصة التي يطرحها الأميركيون غير مفتوحة». وأضاف: «أمامنا أشهر قبل أن يتفرّغ الأميركيون للعراق وإيران». وشدّد على أن اللجان الحوارية ستبدأ الاجتماع في الأيام القليلة المقبلة على أن تكون قد انتهت قبل السابع من تموز بـ 12 يوماً، تمهيداً لاجتماع الأمناء العامين للفصائل، الذي من المفترض أن يؤدي إلى إنهاء الانقسام.