أظهرت ردود الفعل الدولية على الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أول من أمس، أنّه حتى أوضح الكلام، يمكن فهمه فهماً معكوساً. هكذا، فإنّ «اللاءات الأربع» التي حدّدها حيال قضايا الدولة الفلسطينية واللاجئين والقدس والمستوطنات، باتت محل ترحيب من بعض أبرز العواصم الغربية، بينما أعربت معظم الدول العربية المعنية بالصراع العربي ـــــ الإسرائيلي عن تشاؤمها من خطاب «بيبي».ولم تكتفِ واشنطن بترحيب الرئيس باراك أوباما بـ«موافقة نتنياهو على إقامة الدولة الفلسطينية» (المنزوعة من السلاح بحسب مصطلحات رئيس الوزراء الإسرائيلي)، فعاد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس، أمس، ليصف كلمة نتنياهو بأنها «خطوة كبيرة إلى الأمام»، معترفاً في الوقت نفسه بأنه «لا يزال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به لحل النزاع». وقال إن «حكومة نتنياهو قامت بخطوة كبيرة إلى الأمام عبر الاعتراف للمرة الأولى بضرورة (تبنّي) حل يقوم على (مبدأ) الدولتين».
ترحيب مماثل جاء على لسان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الذي أعرب عن سروره بأنّ نتنياهو «صادق، للمرة الأولى، على حل إقامة دولتين للمشكلة الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، وكان خطابه خطوة هامة إلى الأمام».
في المقابل، حلّ الرئيس المصري حسني مبارك أوّل على الصعيد العربي في رفض مواقف نتنياهو. لكن رفضه اقتصر على اعتبار أنّ دعوة الأخير إلى الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية «يجهض فرص السلام»، وأن التسوية في الشرق الأوسط «تمر عبر القدس». وأوضح، في كلمة أمام وحدات الصاعقة في الجيش المصري، أنّ «المنطقة حالياً أمام فرصة سانحة للسلام، أتمنى ألا تضيع، كما ضاعت من قبل فرص عديدة، فالوضع في الشرق الأوسط بات ينذر بالخطر».
بدوره، رأى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، حسام زكي، أن الطروحات الهادفة إلى تحقيق «ما يشبه الحكم الذاتي للفلسطينيين هي قديمة، وعفا عليها الزمن».
كذلك انتقدت جامعة الدول العربية كلمة نتنياهو، إذ قال الأمين العام المساعد للجامعة، محمد صبيح، إن «هذا الخطاب، إذا كان لإرضاء المتطرفين في إسرائيل فقد نجح في ذلك. أما إذا كان موجهاً إلى الدول العربية وللشعب الفلسطيني فقد ابتعد كثيراً عن متطلبات السلام». وفي دمشق، لفت «مصدر رسمي» إلى أنّ الموقف الذي أعلنه نتنياهو «يشكل رفضاً صريحاً للمتطلبات الموضوعية التي يمكن أن تؤدي إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط وفق مبادئ ومقررات الشرعية الدولية ومرجعية مؤتمر مدريد».
وجزم المصدر نفسه، في تصريح لوكالة الأنباء السورية «سانا»، بأن «عدم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ورفض القرارات الدولية وبخاصة تلك المتعلقة بعودة اللاجئين واشتراط قبول يهودية إسرائيل، إضافة إلى رفض وقف الاستيطان هي شروط مسبقة تفرغ السلام من مضمونه وتحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة والمعترف بها دولياً».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)