جهود المصالحة الفلسطينية ماضية بطريقة حثيثة رغم استمرار التوتّرات بين حركتي «فتح» و«حماس». توتّرات لا يبدو أنّها ستؤثّر في موعد السابع من تموز الذي حددته مصر، باعتبار أن المصالحة باتت حاجة عربية عامة، تتخطى مصالح الفصيلين المتنازعين، وهو ما قد يفسّر الأنباء عن دخول دمشق على خط مساعي القاهرة لتذليل العقبات أمام اتفاق إنهاء الانقسام.الأنباء أوردتها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية التي ذكرت أن «مصر وسوريا صعّدتا ضغوطهما على حركة حماس في الأيام الأخيرة لحثها على تأييد مبادرة المصالحة مع حركة فتح، التي تشمل إدخال قوة عسكرية عربية مشتركة إلى قطاع غزة تعمل إلى جانب جهاز أمن فلسطيني مكوّن من عناصر أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وحماس».
ونقلت الصحيفة عن مصدر مصري قوله إن «الولايات المتحدة مطّلعة على هذه المبادرة وطلبت من سوريا أن تمارس تأثيرها على حماس لكي تتبنّى المبادرة». وأشارت إلى أن المبادرة تقضي «بتأليف لجنة مشتركة مؤلفة من 12 عضواً تضم مندوبين عن حماس وفتح ومنظمات فلسطينية أخرى وشخصيات مستقلة، وتكون خاضعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس مباشرة ومخوّلة العمل في قطاع غزة فقط».
وستكون اللجنة المشتركة «مسؤولة عن ترميم القطاع في أعقاب الدمار الهائل الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية على غزة، وتنفيذ إصلاحات سلطوية والإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية المزمع إجراؤها قبل الرابع والعشرين من شهر كانون الثاني من عام 2010 والتزام جميع المنظمات بنتائج هذه الانتخابات وتمكين الحكومة المنتخبة من السيطرة على مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. وستساعد قوات من مصر والإمارات العربية المتحدة والسعودية والمغرب ودول عربية أخرى القوات الفلسطينية على الحفاظ على النظام حتى موعد الانتخابات وخلالها».
وقالت «هآرتس» إن تطبيق المبادرة من شأنه أن يزيد الضغوط على إسرائيل لفتح المعابر في القطاع، وفي موازاة ذلك التقدم في صفقة تبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل لاستعادة جنديها الأسير جلعاد شاليط.
وأشار المصدر المصري، الذي تحدث إلى «هآرتس»، إلى أن «حماس» لم تغيّر موقفها في ما يتعلق بعدد الأسرى الفلسطينيين وأسمائهم الذين تطالب بإطلاق سراحهم في مقابل شاليط.
وأضاف إن العقبة الأساسية لتطبيق المبادرة المصرية ـــــ السورية هي معارضة قيادة «حماس» في غزة الموافقة على سلطة عباس، في وقت قال فيه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر لـ«هآرتس» إن الانطباع الذي بقي لديه بعد لقائه رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» خالد مشعل في دمشق هو أن الأخير «مهتم جداً بالتوصل إلى اتفاق مصالحة مع فتح».
(يو بي آي)