يبدو أن التحركات الاحتجاجية على انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد، لولاية ثانية، ماضية في طريقها رغم تحذيرات الحرس الثوري لمواقع إلكترونية بالتعرض «لتحرّك قضائي شديد» ورغم تهديد وزارة الخارجية لوسائل إعلامية غربية اتهمتها بتبني صوت المعارضة في الداخل بـ«تصفية أعداء الوحدة الوطنية الإيرانية» ما لم تغيّر مقاربتها تجاه إيران.وسار الآلاف بهدوء، أمس في طهران، بدعوة من المرشّح المهزوم، مير حسين موسوي، الذي أعلن اليوم الخميس «يوم حداد ومسيرات» على قتلى الاضطرابات التي شهدتها البلاد عقب انتخابات الرئاسة يوم الجمعة الماضي، فيما تواصلت الاعتقالات وسط صفوف الإصلاحيين، حيث أوقف أستاذ علم الاجتماع في جامعة طهران، المساهم في حملة موسوي، حميد رضا جلائي بور في منزله، فيما تم اعتقال خبير الاقتصاد والمحلل السياسي، سعيد لايلاز، في منزله. وعلى خط التوتر مع الخارج، عبّرت طهران عن امتعاضها تجاه الانتقادات التي وجهتها عواصم غربية مثل واشنطن وباريس وبرلين وغيرها، وردّت أمس باستدعاء سفيرة سويسرا، التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، لإبلاغها مذكرة احتجاج على «التدخلات» الأميركية في شؤونها الداخلية، بخصوص الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أكد، أول من أمس أنه «لن يكون مفيداً» للولايات المتحدة أن تحشر نفسها في الشأن الإيراني الداخلي، مشدداً على أن «القرار بهذا الشأن يعود للإيرانيين».
ورأى أوباما أن تولي نجاد أو موسوي الرئاسة في إيران، «لا يحدث فارقاً كبيراً بالنسبة إلى الولايات المتحدة، التي لا تزال تعتزم محاولة إطلاق حوار مع طهران، لكن عليها في مطلق الأحوال التعامل مع نظام معاد لها». وقال لشبكة «سي ان بي سي»، «الإمر يعود إلى الإيرانيين لاتخاذ قرار، نحن لن نتدخل في ذلك». وأضاف الرئيس الأميركي أنه مهما كان حل الأزمة «فسيكون علينا أن نتعامل في إيران مع نظام معاد للولايات المتحدة تاريخياً».
في المقابل، رأى الرئيس نجاد أن إعادة انتخابه تمثّل دليلاً على ثقة الشعب بحكومته. وقال في تصريح إلى وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية (اسنا)، إن «نتائج الانتخابات، تؤكد أن عمل الحكومة التاسعة (التي ترأسها بين 2005-2009) يقوم على النزاهة وخدمة الشعب».
وفي السياق، اتهمت وزارة الخارجية الإيرانية، وسائل إعلام غربية بأنها «متحدثة باسم من يقومون بأعمال الشغب»، ونبّهت إلى أنه «سيتم القضاء» على هؤلاء «الأعداء».
وهددت السلطات الإيرانية هذه الدول «بتغيير مقاربتها غير الصحيحة حيال الأحداث الإيرانية» تحت طائلة «تصفية أعداء الوحدة الوطنية الإيرانية في الوقت المناسب ومن دون أدنى شك».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، مهر)