تزايدت الإشارات إلى قرب استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـــــ السورية غير المباشرة. فبعد اعتراف كل من أنقرة ودمشق قبل فترة، بأن الرئيس السوري بشار الأسد فوّض إلى نظيره التركي عبد الله غول إبلاغ حكام تل أبيب استعداد بلاده للعودة إلى المفاوضات «من حيث توقفت» مع عدوان «الرصاص المصهور»، أعرب وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، أمس، عن استعداد أنقرة للعودة إلى دور الوسيط بين سوريا والدولة العبرية. وقال داوود أغلو، للصحافيين في الأمم المتحدة: «يمكن أن نبدأ عندما يكون الطرفان مستعدين وتركيا مستعدة للإسهام في هذه العملية المهمة جداً للاستقرار الإقليمي».
وجاء الجواب الإسرائيلي على الاستعداد التركي سريعاً؛ فقد أكّدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يدرس احتمال استئناف المفاوضات مع سوريا، «لكنه يرفض الانسحاب من هضبة الجولان».
وكشفت الصحيفة أنّ مسؤولين إسرائيليين مقربين من نتنياهو مرروا رسائل إلى الحكومة التركية قالوا فيها إن «إسرائيل مستعدة لاستئناف الاتصالات مع السوريين».
رسائل تضمنت ما مفاده أن حكومة «بيبي» ليست مستعدة للانسحاب من الجولان، «ولن تستجيب للمطلب السوري باستئناف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها حكومة (إيهود) أولمرت» بعد مرور 4 جولات من المفاوضات بينهما في إسطنبول ما بين أيار وكانون الأول 2008.
ونقلت «يديعوت» عن «مصدر رفيع المستوى» مقرب من نتنياهو قوله إن المشكلة في استئناف المفاوضات غير المباشرة، هي أن السوريين «اعتادوا الاستماع لاستعداد (إسرائيلي) بالانسحاب، ونحن الآن نستصعب إعادة معجون الأسنان إلى الأنبوبة».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإنّ دولة الاحتلال تدرس بدائل أخرى، بينها أن تكون فرنسا هي الوسيط في محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وسوريا، وذلك على خلفية فتور العلاقات بين تل أبيب وأنقرة في موازاة توثيق العلاقات بين هذه الأخيرة ودمشق. ويقترح «بيبي» أن يجري التفاوض في قضايا تهم الطرفين «لا بدء المفاوضات برسم الحدود بينهما، لأنّ إسرائيل لن توافق على مبدأ إما الانسحاب الكامل وإما لا شيء».
وفي تعليقها على هذه المعلومات، أشارت «يديعوت» إلى أن نيات نتنياهو لا تتفق مع موقف جهاز الأمن الإسرائيلي الداخلي (شاباك)، الذي يرى قادته أنّ من الأجدى بإسرائيل أن تنسحب من الجولان، والتوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا، في مقابل قطع دمشق لحلفها مع طهران، وتحييد تهديد الصواريخ السورية على إسرائيل.
ووفق مصادر مكتب نتنياهو، «لن يكون بإمكان السوريين التذرع بأن تل أبيب أعادت كل الأراضي المحتلة إلى مصر من خلال معاهدة كامب ديفيد»، لأن إسرائيل «لم تنسحب إلى حدود عام 1967، وسيضطر السوريون لاستيعاب أنه إذا كانوا راغبين في السلام، فإنهم سيكونون مرغمين على تقديم تنازلات، ولن يتمكن الصيادون السوريون من العودة إلى بحيرة طبرية».
(رويترز، يو بي آي)