في اليوم التاسع من الأزمة، دخل الحرس الثوري، على خط الأحداث الجارية في إيران، مهدداً بسحق الاحتجاجات التي يقوم بها أنصار المرشّح الخاسر، مير حسن موسوي، منذ الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران الجاري. الحرس الذي سكت طوال هذه الفترة، أصدر بياناً، بعد يومين من السبت الدامي الذي سقط فيه 13 قتيلاً في شوارع طهران، قال فيه إنه سيتعامل «بحزم مع مثيري الشغب ومن ينتهكون القانون». وقال في بيانه إن «الاستكبار العالمي، في إطار استراتيجية العداء للثورة الإسلامية.. قام بشكل علني سافر بدعم وتوجيه خط التخريب والشغب والتدخل المشبوه في الشؤون الداخلية للبلاد»، مشيراً إلى «أن استمرار الممارسات اللاقانونية وإثارة الفوضى والشغب وتخريب الأموال العامة والتعرض لأرواح الناس وأموالهم من المشاغبين والفوضويين، إنما تشير إلى مؤامرة كبرى على الثورة والشعب الإيراني».وطالب الحرس «العناصر الرئيسية والمخدوعين والمغرر بهم بأن يتحركوا ضمن المسار العقلاني والاهتمام بمصالح البلاد، وأن ينهوا نشاطاتهم التخريبية والفوضوية التي أدت إلى سلب أمن وهدوء المجتمع ورفاهيته، وإلا فلينتظروا التصدي الحازم والثوري من أبناء الشعب الإيراني في حرس الثورة والتعبئة وسائر القوى الأمنية، ليطووا سجل الفتنة والفوضى من خلال تنفيذهم لواجباتهم القانونية».
في غضون ذلك، تحدّت المعارضة الإيرانية تحذيرات الحرس الثوري والقوى الأمنية، ولبّت دعوة للتجمع في ساحة «هفت تير». وقال شاهد: «كنت ماراً بميدان «هفت تير» ورأيت نحو ألف شخص هناك».
في غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء العمل الإيرانية، أن خامنئي التقى بالرئيس محمود أحمدي نجاد ورئيس البرلمان علي لاريجاني ورئيس الهيئة القضائية آية الله محمود هاشمي شهرودي، لمناقشة التطورات التي أعقبت الانتخابات. ولم تعط الوكالة مزيداً من التفاصيل.
وأثار رئيس اللجنة القضائية في البرلمان الإيراني، علي شاهروخي، احتمال القيام بتحرك قانوني ضد موسوي بقوله إن دعوته إلى «احتجاجات غير مشروعة وإصداره بيانات استفزازية» كانا مصدر الاضطراب.
ونقلت وكالة أنباء «فارس» عنه قوله: «يجب أن تواجه مثل هذه الأعمال الإجرامية بحزم.. الطريق ممهد لملاحقة موسوي قضائياً».
وفي روما، قالت وزارة الخارجية الإيطالية، إن إيطاليا مستعدة لفتح سفارتها في طهران، أمام المحتجين الجرحى بالتنسيق مع دول أوروبية أخرى.
وأعلنت بريطانيا، من جهتها، أنها ستسحب أسر موظفيها العاملين في سفارتها لدى إيران، نتيجة لأعمال العنف التي استمرت إيران في تحميل الغرب، وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة المسؤولية عنها.
(رويترز، مهر)