واشنطن ــ محمد سعيدلم تعد سوريا تحمل اسم «الدولة المارقة»، كما اتسمت في عهد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. انتقلت من هذا المكان إلى صاحبة الدور المحوري المهم، وربما الأهم، في الشرق الأوسط في عهد الرئيس الحالي باراك أوباما. انتقال مهّد أمس لإعلان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، رفض الكشف عن اسمه، أن «واشنطن قررت إعادة سفيرها إلى دمشق»، مشيراً إلى أن «تسلّم السفير مهماته قد يستغرق بعض الوقت».
وجدّد المسؤول تأكيده أن «القرار قد اتخذ بإعادة السفير إلى دمشق»، ماحياً بذلك أربع سنوات من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين، وهي الخطوة التي ترسّخ انفتاح أوباما ومشروعه الشرق أوسطي الجديد.
وأبلغت وزارة الخارجية الأميركية السفير السوري لدى واشنطن، عماد مصطفى، في وقت متأخر من ليل أول من أمس، قرار أوباما بإعادة تعيين سفير أميركي لدى سوريا، بعد أربع سنوات على سحب السفيرة السابقة مارغريت سكوبي، الذي تلا عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بيوم واحد.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست»، نقلاً عن مصادر رسمية رفضت الكشف عن هويتها، إن «مساعد وزيرة الخارجية جيفري فيلتمان أبلغ السفير السوري لدى واشنطن نيّات إدارة أوباما». وذكرت أيضاً، نقلاً عن مسؤول أميركي رفيع المستوى، أن «أوباما لم يختر بعد السفير الجديد، لكنه سيجري مشاورات بشأنه مع الحكومة السورية قبيل تسميته وتأكيد تعيينه رسمياً». وقال المسؤول إن هذه الخطوة «تعكس نظرة الحكومة الأميركية إلى سوريا كبلد محوري في السعي للتوصل إلى سلام شامل في المنطقة. وهناك الكثير من العمل في المنطقة يمكن سوريا أن تؤدي دوراً فيه، وسيكون من المفيد وجود سفارة مع طاقم كامل من الموظفين».
ونقلت شبكة التلفزيون الأميركية «سي إن إن» عن مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى قولهم إن «مصالح الولايات المتحدة تقتضي وجود سفير في سوريا. وفي هذا السياق، أجرينا حوارات مكثفة، ونحن بحاجة إلى شخص هناك لمتابعتها». إلا أنهم نفوا أن يكون القرار «مرتبطاً بأزمة الانتخابات في إيران»، موضحاً أن «الحكومة الأميركية ترى في الحوار مع النظام السوري وسيلة محتملة لإضعاف التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران».
وتابعت الـ«سي إن إن» أن نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للأمن الدبلوماسي، إريك بوزويل، زار دمشق أخيراً للإعداد لإعادة السفير الأميركي، واطّلع على الإجراءات الأمنية، ويتوقع أن تبني الولايات المتحدة سفارة جديدة لها في دمشق.
في المقابل، نفى عماد مصطفى للصحيفة نفسها أن تكون بلاده قد تبلّغت من الولايات المتحدة رسمياً قرار إعادة السفير، مشيراً إلى أن «هذه الخطوة في حال حدوثها ستعكس رغبة الولايات المتحدة الصادقة في تصحيح سياسات إدارة الرئيس السابق جورج بوش، والحوار مع سوريا».