مخطّطات التهويد في القدس المحتلة لا تقف عند حد. دوريّاً يكشف عن وثائق لخرائط وأفكار تكرّس الهيمنة الإسرائيلية على المدينة تمهيداً لإعلانها عاصمة أبديّة للدولة العبريّة. وقد كشفت أمس منظمة «عير عاميم» الإسرائيلية غير الحكومية عن أن دولة الاحتلال أطلقت مشروعاً واسع النطاق لتهويد القدس الشرقية بإقامة تسعة «متنزهات توراتية» حول المدينة القديمة.وقال المحامي دانيال سايدمان، لوكالة «فرانس برس»، إن «الهدف هو إنشاء تسعة متنزهات توراتية بالتنسيق مع مجموعات قومية متطرفة للمستوطنين، للتركيز حصراً على الماضي اليهودي» للمدينة.
وقال مؤسس الجمعية، المتخصصة في متابعة الاستيطان في الشطر الشرقي من القدس، إن «هذه الخطة تنص على هدم منازل فلسطينية غير مرخص لها، فيما تتجاهل جميع المواقع الأثرية الإسلامية» في القدس الشرقية. وعهد بإنشاء هذه المتنزهات، التي ستتضمن مسالك للسياح والزوار، إلى هيئة تطوير القدس التابعة للدولة وللبلدية الإسرائيليتين.
وأعلنت «هيئة تطوير القدس»، في وثيقة رفعتها إلى الحكومة في أيلول 2008 وكشفت «عير عاميم» مضمونها، أن الهدف هو إقامة «سلسلة من المتنزهات حول القدس القديمة» لـ«ترسيخ موقع القدس عاصمة لإسرائيل».
وقال متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء، رداً على أسئلة وكالة «فرانس برس»، إن «الحكومة ستواصل تطوير القدس الذي سيعود بالفائدة على جميع السكان القدس مع احترام مختلف الطوائف والمجموعات». وأضاف أن القدس «عاصمة الشعب اليهودي الأبدية على مدى ثلاثة آلاف سنة، ستبقى العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل»، مشيراً إلى أنه في ظل السيادة الإسرائيلية «نعمت مختلف المجموعات الدينية، للمرة الأولى في تاريخ القدس، بحرية المعتقد وحُميت المواقع المقدسة لجميع الأديان».
وذكرت الجمعية أن المشروع الذي بدأ تنفيذه يلحظ إقامة مساحات خضراء تربط بين مختلف الأحياء الاستيطانية في القدس و«سيبدل جذرياً الوضع القائم» في المدينة التي تؤوي المواقع المقدسة لدى الأديان السماوية الثلاثة. وحذر سايدمان من أن «هذه السياسة قد تشعل الوضع بتحويلها نزاعاً وطنياً إلى نزاع ديني، ما يخدم مصالح المتطرفين القوميين» اليهود.
ورأت صحيفة «نيويورك تايمز»، التي كشفت عن المخطط في تقرير، أن إسرائيل تسعى إلى وضع يدها على عدد من أهم المواقع ذات القيمة الدينية والتاريخية في القدس الشرقية. ورأت أن المخطط «لم يحظ بالاهتمام الدولي الواجب».
وقالت «نيويورك تايمز» إن من المنتظر أيضاً تصاعد التوترات جراء هذا المخطط، مذكّرة بتصريح للمنسق الخاص للأمم المتحدة، روبرت سيري، الذي حذر إسرائيل من خطورة «الإقدام على ممارسات وتصرفات أشبه بصبّ البنزين على النار».
(الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)