حذّرت منظّمة التعاون الاقتصادي والتنمية في تقريرها الأحدث الذي نشرته أمس، من أنّه من المتوقّع أن تشهد أفريقيا «تراجعاً حاداً» عام 2009 بسبب الأزمة الاقتصاديّة العالميّة التي «قد تؤثّر سلباً» في بعض التقدم الديموقراطي في القارة. وقال التقرير إنّ الناتج المحلّي الإجمالي الأفريقي سينمو بنسبة 2.8 في المئة خلال العام الجاري، ما يمثّل نصف نسبة نموه المسجّلة في العام الماضي، قبل أن يشهد «انتعاشاً نسبياً» عام 2010 حين ستبلغ نسبة النموّ 4.5 في المئة. والخطير هو أنّ المنظّمة رأت أن هذه التقديرات متفائلة، ما يعني أنّ تداعيات الأزمة قد تكون أخطر على القارّة التي تعاني أساساً الفقر وضعف التنمية والفساد السياسي.

رأى الملياردير الأميركي، جورج سوروس، في تصريح أدلى به للصحيفة الألمانيّة، «Frankfurter Zeitung»، أنّ الاقتصاد العالمي قد تخطّى فعلاً الأسوأ من الأزمة التي يمرّ بها، وقريباً سيبدأ النهوض من مستنقع الركود، وتقوده في تلك العمليّة بلدان آسيا عموماً وتحديداً الصين، التي ستحتلّ مكان الولايات المتّحدة على رأس سلّم النفوذ الاقتصادي وحتّى السياسي. وقال سوروس: «توقّف الهبوط الاقتصادي، وجرى احتواء الانهيار المالي. وآسيا ستكون الأولى التي تخرج من الأزمة، ولكن الولايات المتّحدة ستكون خلفها مباشرة. لذا فإنّ الصين ستمثّل محرّك الاقتصاد العالمي». ولفت سوروس إلى أنّ منطقة اليورو ستتخطّى الركود رغم «خللها الهيكلي».