القاهرة ــ الأخباريبدو أن الأيام المقبلة ستشهد تطوراً قضائياً نوعياً في قضية «خلية حزب الله في مصر». تطوّر تدلّ معطياته الأولى على أنّ القاهرة سترمي تبعاته على عاتق السلطات اللبنانية. فقد كشف مصدر مصري مسؤول، لـ«الأخبار» أمس، أنّ السلطات المصرية قد تسمح لمسؤول لبناني «رسمي»، بحضور المحكمة العسكرية المقرّر أن تبدأ قريباً لمقاضاة المتهم الرئيسي في قضية «خلية حزب الله في مصر»، سامي شهاب.
ورجحت مصادر متابعة لتطورات القضية، أن تصدر المحكمة المصرية حكماً يدين شهاب ويقضي بسجنه لبعض الوقت في مصر، على أن يُسلّم لاحقاً إلى الحكومة اللبنانية ليقضي بقية عقوبته.
وتوقع المصدر المصري نفسه أن تشهد المرحلة المقبلة «مناشدات ليتدخل الرئيس حسني مبارك الذي قد يأمر بعفو في مرحلة ما». وأوضح أن «لا صحة على الإطلاق لوجود وساطات عربية أو إقليمية بين مصر وحزب الله لإيجاد تسوية سياسية سلمية لهذه القضية»، مشيراً إلى أنّ تأكيد مبارك، أول من أمس، أن القضية باتت في يد القضاء، «هو بمثابة قطع الطريق أمام أي وساطات». وفيما أصرّ المصدر على أن بلاده ليست «في عداء مطلق مع حزب الله»، عاد وشدّد على أنّ المشكلة هي مع توجهات الحزب القاضية باستخدام مصر «مسرحاً لأنشطته الإقليمية».
وفي السياق، نفى المصدر ما نقلته وسائل إعلام مصرية موالية عن مسؤولين لفتوا إلى وجود شكوك لدى أجهزة الأمن في تورّط أعضاء «خلية تنظيم حزب الله» الملاحقين، بالتفجيرين اللذين وقعا قبل يومين أمام إحدى كنائس القاهرة. وقال المسؤول، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، «هذه تكهنات صحافية وليس هناك ما يؤكدها ولن نعلق عليها».
وكانت صحيفة «المصري اليوم» قد نقلت عن بعض «المصادر المستقلة» قولها إن «المعاينات الأولى للعبوات المتفجرة أمام الكنيسة تشير إلى إمكان استخدام المتهمين الهاربين مثل هذه العبوات، وخصوصاً أنها بدائية الصنع، كما أنها تشبه بعض العبوات الناسفة التي ضُبطت مع المتهمين المقبوض عليهم في خلية حزب الله».
بدوره، نفى رئيس هيئة الدفاع عن «خلية حزب الله»، منتصر الزيات، أن يكون أعضاء الخلية وراء هذا التفجير، «لأن قيادات الخلية اعترفوا بأن إنشاء الخلية كان بغرض مساعدة أهل غزة ضدّ إسرائيل وليس من بين التكليفات تنفيذ عمليات داخل مصر».
وقد دان بابا الأقباط في مصر، شنودا الثالث، التفجيرات التي وقعت أمام كنيسة العذراء مريم في منطقة الزيتون، واصفاً إياها بأنها «اعتداءات إجرامية»، ومتهماً مرتكبيها بأنهم «يحاولون أن يعبثوا بمستقبل هذا الوطن ولا يستحقون الانتماء له».