عرض الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مقابلة مع مجلة «نيوز ويك» نُشرت على موقعها الإلكتروني، مقاربة في التعامل مع إيران تنطوي على ضمان أمن الولايات المتحدة وإسرائيل. ورغم إصراره على أن حل الأزمة الإيرانية يكون من خلال المفاوضات، فإنه «لم يستبعد أي خيار اذا تعلق الأمر بأمن الولايات المتحدة».وقال أوباما إن الولايات المتحدة تريد «تقديم فرصة لإيران كي تعلن تأييدها للمعايير والقواعد الدولية»، مشيراً إلى أن ذلك «يصب في نهاية المطاف في مصلحة الشعب الإيراني». ورأى أن كون إيران جمهورية «إسلامية» لا يتعارض مع كونها «عضواً جيداً»، قائلاً: «أعتقد بإمكان قيام جهورية إسلامية في إيران تحافظ على طابعها الإسلامي، بالتزامن مع كونها عضواً جيداًً في المجتمع الدولي ولا تمثّل تهديداً لجيرانها». وجدد تأكيده تغيير نمط التعامل الأميركي «الذي اعتمد لثلاثين سنة ولم يحدث تغييراً في المنطقة».
وتطرق الرئيس الأميركي إلى مسألة توجيه ضربة عسكرية إلى إيران، ولا سيما من إسرائيل، فقال: «كنت واضحاً جداً في القول إنني لا أستبعد أي خيارات عن طاولة (المفاوضات) عندما يتعلق الأمر بإيران. وأنا لا أستبعد أي مسألة عن الطاولة إذا كانت تتعلق بأمن الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه يدرك صعوبات هذه العملية وإمكان الفشل، لكن «مجرد المحاولة سيعزز موقفنا في تعبئة المجتمع الدولي، وستكون إيران قد عزلت نفسها، خلافاً للتصور التي تسعى إلى تسويقه ضحيةً للحكومة الأميركية التي لا تحترم سيادة إيران».
وأبدى أوباما تفهمه «لكون إسرائيل تعدّ إيران تهديداً وجودياً، نظراً لبعض ما أدلى به الرئيس محمود أحمدي نجاد»، مضيفاً: «لكنني لست في موقع تحديد الاحتياجات الأمنية للإسرائيليين بدلاً منهم». وطلب من إسرائيل «الحليفة» إعطاء فرصة لنهجه، قائلاً: «يمكنني أن أقدم حجة لإسرائيل بوصفها حليفة، مفادها أن النهج الذي نتبعه يستحق فرصة، وهو قادر على توفير الأمن، ليس للولايات المتحدة فحسب، بل أيضاً لإسرائيل، وهذا يتفوق على بعض البدائل الأخرى».
وتحدث الرئيس الأميركي، خلال المقابلة، عن الملفات الشائكة الأخرى التي تمثّل أولوية في السياسة الخارجية الأميركية. وعن تعيين قائد جديد للقوات الأميركيية في أفغانستان، رأى أن من الضرورة «النظر بعيون جديدة إلى مشكلة المنطقة». وشدد على أن المهمة في أفغانستان لن تنجح إذا اقتصرت على «تكديس جنود إضافيين» مستدلاً بتجربة الجيوش السوفياتية والبريطانية التي هُزمت رغم أعدادها الغفيرة، بل يجب «تعزيز الاستقرار، والسماح بإجراء انتخابات في أفغانستان وتوفير الجو الملائم لقيام حكومة منتخبة ديموقراطياً أكثر شرعية من البديل الطالباني. ولم يستبعد احتمال إرسال قوات أميركية إلى باكستان لحماية الترسانة النووية، رغم تأكيده السيادة الباكستانية.
(يو بي آي)