strong>تراجع عدد عمليّات الاندماج والاستحواذ المسجّلة في منطقة الشرق الأوسط في الفصل الأوّل من العام الجاري إلى 47 عمليّة مقارنة بـ140 عمليّة في الفترة نفسها من العام الماضي، وفقاً لتقرير نشرته مؤسّسة الاستشارات الماليّة، «Ernest & Yong». ونالت قطاعات الطاقة والخدمات الماليّة والاتصالات حصّة الأسدسبّبت الأزمة الماليّة العالميّة حيرة لدى المستثمرين في شأن مدى جدوى المضي قدماً بمخطّطات الاندماج والاستحواذ. فرغم أنّ أوقات الأزمات تفترض استغلال بعض الشركات ضعف مؤسّسات أخرى وفقدانها للسيولة لشرائها، تراجع عدد وحجم صفقات الاندماج والاستحواذ في الفصل الأوّل من العام الجاري بسبب استمرار عدم اليقين من أنّ الأسوأ من الأزمة قد مرّ بالفعل.
وفي تقريرها الفصلي الأخير عن نشاطات الاندماج والاستحواذ وقيمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (من خلال الاعتماد فقط على المعلومات المعلنة عن الصفقات وقيمها في المنطقة) كشفت شركة الاستشارات الماليّة العالميّة، «Ernest & Young» أنّ تلك العمليّات تراجعت بنسبة 66 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وقال التقرير إنّ انخفاض نشاطات الاندماج والاستحواذ تحدث على صعيدي العدد والقيمة. فقد وصل عدد الصفقات المسجّلة في الفترة المدروسة إلى 47 صفقة، في مقابل 140 صفقة في الربع الأول من عام 2008. كذلك انخفضت الصفقات الصادرة من 48 صفقة في الربع الأول من عام 2008 إلى 11 صفقة فقط في الربع الأول من عام 2009، متراجعة بنسبة 77 في المئة.
وانخفضت الصفقات الواردة أيضاً من 20 صفقة إلى 5 صفقات في الربع الأول من 2009، بتراجع كبير بلغت نسبته 75 في المئة. إضافة إلى ذلك، تراجعت الصفقات المحلية ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (MENA Region) بنسبة 57 في المئة، من 72 صفقة في الربع الأول من عام 2008 إلى 31 صفقة.
ووفقاً لرئيس قسم عمليّات الاندماج والاستحواذ في «Ernest & Young» الشرق الأوسط، أزهر ظفر، فإنّ انخفاض قيم تلك الصفقات وعددها في المنطقة المدروسة، «يعكس حالة الركود الاقتصادي العالمي وأنشطة الاندماج والاستحواذ في جميع أنحاء العالم. فقد انخفض عدد الصفقات ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 57 في المئة. إلا أن الصفقات الصادرة والواردة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وإلىهما شهدت انخفاضاً أكثر حدّة، فقد تراجعت هذه الصفقات بنسبة تزيد على 70 في المئة، ما يشير إلى تركيز المستثمرين اهتمامهم على الصفقات المحليّة وتعاملهم بحذر مع الصفقات العابرة للحدود».
وتؤكد الإحصاءات أنّ المستثمرين استغرقوا وقتاً أطول في اتخاذ قراراتهم في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى لم يتخذوا أي قرار لعدم تأكدهم مما إذا كان الأسوأ قد انقضى أو لا. غير أن المستثمرين المخضرمين استمرّوا في إجراء صفقات الاستحواذ على الشركات التي تتمتع بنماذج تجاريّة جيّدة وتدفقات نقديّة سليمة، وبقيم مخفضة.
ومن حيث قيم الصفقات، انخفض متوسط حجمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 215 مليون دولار في الربع الأول لعام 2008 ليصل إلى 116 مليون دولار، بينما انخفض متوسط حجم الصفقات الصادرة من 913 مليون دولار إلى 880 مليون دولار للفترة نفسها.
وأوضح التقرير أيضاً أنّ 27 صفقة من أصل 47 صفقة أُعلن عنها، ليظهر انخفاض في قيمة الصفقات المعلنة بنسبة 73 في المئة تقريباً، وبينما وصلت قيمة الصفقات في الربع الأول للعام الماضي إلى 42.2 مليار دولار، تراجعت قيمة الصفقات إلى 11.5 مليار دولار. وشهدت الصفقات المحلية تراجعاً بنسبة 79 في المئة، من 8.8 مليارات دولار إلى 1.9 مليار دولار. كذلك تراجعت قيمة الصفقات الصادرة بنسبة 78 في المئة، من 30 مليار دولار إلى 9.7 مليارات دولار.
وبالنسبة إلى تركّز الصفقات، تبيّن أنّ قطاع الطاقة والنفط والغاز احتلّ مركز الصدارة من حيث نشاطات الاندماج والاستحواذ الإقليمية، حيث حقق هذا القطاع ست صفقات، فيما شهد قطاع الخدمات المالية والمصرفية خمس صفقات، وحل قطاع الاتصالات ثالثاً بأربع صفقات.
كذلك تجدر الإشارة إلى أنّ صفقة في القطاع العقاري في الإمارات، يجري الحديث عنها منذ فترة لم تُعقد بعد، وهي اندماج شركتي التمويل العقاري الإسلامي «أملاك» و«تمويل». وتبحث الشركتان العقاريّتان القطريّتان، «بروة» و«قطر للاستثمار العقاري» إمكان الاندماج في وقت لاحق من العام الجاري.
وفي تعليق له على مستقبل عمليات الاندماج والاستحواذ، قال أزهر إن نشاطات الاندماج والاستحواذ ستعتمد خلال الأشهر القادمة على توافر السيولة في السوق، واستعداد البائعين لقبول قيم أكثر واقعية لشركاتهم. وأضاف: «إذا استمرت أزمة توافر السيولة فقد نشهد حدوث عمليات اندماج بسبب استمرار تراجع العائدات، ما سيدفع المتنافسين إلى التعاون في ما بينهم لخفض الأكلاف واستمرار تحقيق الأرباح».
(الأخبار)


طلبات سعوديّة

أعلنت الوحدة السعوديّة للمصرف الاستثماري «شعاع كابيتال» الذي يتخذ من دبي مقرّاً له، أنّها تنوي تقديم النصائح في شأن 13 عمليّة ماليّة ضخمة أساسها صفقات الاندماج والاستحواذ في المملكة خلال العام الجاري. وقال المدير التنفيذي للمصرف في السعوديّة، عمر الجارودي لوكالة «رويترز» على هامش مؤتمر «Euromoney» الذي عقد في الرياض: «حالياً نحن نعمل على أربعة طلبات، ونأمل أن نحصل على الخامس قريباً». وتجدر الإشارة إلى أنّ السعوديّة تملك أكبر اقتصاد وسوق ماليّة في العالم العربيّ، فضلاً عن أنّها أكبر مصدّر للنفط عالمياً.