رغم إجراءات التحفيز الكثيرة التي اتخذت حتّى الآن وتدابير الإنقاذ المالي، تزداد التحذيرات من مخاطر أن تسبّب معدّلات البطالة المرتفعة الناتجة من الأزمة الماليّة العالميّة اندلاع أزمة اجتماعيّة. وآخر تلك التحذيرات كان ما أطلقه مدير البنك الدولي، روبرت زوليك، في حديثه للصحيفة الإسبانيّة «El Pais». فهو قال إن انتعاش الاقتصاد العالمي سيسير بخطى بطيئة و«ما بدأ أزمةً مالية كبرى ثم أصبح أزمة اقتصادية طاحنة، يتحول اليوم ليصبح أزمة بطالة شديدة. وهناك مخاطر اندلاع أزمة إنسانية واجتماعية كبرى ذات آثار سياسية كبيرة إن لم نتخذ إجراءات بهذا الصدد». وأضاف: «ربما كان النظام المالي هو الشيء الرئيسي الواجب تنظيفه».

هبوط إجمالي الناتج الداخلي في العالم المتطوّر في صدد التباطؤ والتحسّن متوقع في العام المقبل. تفاؤل نسبي يكرّره رئيس المصرف المركزي الأوروبي جان كلود تريشيه. فهو قال في ختام اجتماع لـ«مجموعة الثلاثين»، التي تضمّ محافظي مصارف مركزيّة وشخصيّات من الأوساط الماليّة: «سنشهد مزيداً من ضعف التدهور، لكن الأرقام ستبقى سلبية وهذا قد يدوم طوال السنة الجارية. أما الارقام الإيجابية فستظهر في خلال العام المقبل». أمّا في الدول النامية «فسنرى أمراً ما يتجسّد بصورة أسرع». وكان تريشيه قد رأى أنّ الاقتصاد العالمي، الذي يتوقّع صندوق النقد الدولي تقلّصه بنسبة 1.3 في المئة في عام 2009، بلغ نقطة تحوّل، والانتعاش سيحدث في 2010.