واشنطن ـ محمد سعيدأعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس في البيت الأبيض، عن «ثقته» بإمكان حصول تقدّم نحو السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ودعا إلى إنشاء دولة فلسطينية، مكرراً مطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
وقال أوباما إنه واثق بأن إسرائيل ستدرك أن حل الدولتين كان في مصلحة أمنها، مؤكداً أن على إسرائيل أن «توقف مستوطناتها في الضفة الغربية كجزء من اتفاق شامل يقود نحو السلام في الشرق الاوسط». لكنه أضاف إن على الفلسطينيين ايضاً أن «يسهموا بإحلال الأمن في الضفة الغربية ويقلّصوا من مشاعر العداء لإسرائيل».
وقال الرئيس الاميركي إنه لن يضع جدولاً زمنياً «مصطنعاً» من أجل خلق الدولة الفلسطينية، لكنه شدد على ضرورة عدم إضاعة الوقت.
أما عباس فقد شدد من ناحيته على الضرورة الملحة لإحراز هذا التقدم، بقوله إن «الوقت عنصر أساسي» في العملية.
وكان عبّاس قد استبق لقاءه مع أوباما أمس بتقديم تسهيلات لاستخدامها في الخطة الأميركية المرتقبة لتحريك عملية السلام، فأعلن تخلّيه عن حق عودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني لـ«عدم تدمير إسرائيل»، متمسّكاً بالتنسيق الأمني حتى في غياب أي أفق سلمي.
همّ عبّاس الوحيد كان في الاستيطان، الذي لا يزال مشكلة أساسيّة بين الإدارة الأميركية والدولة العبريّة، ولا سيما بعدما أعلنت حكومة بنيامين نتنياهو صراحة رفضها تصريحات وزيرة الخارجيّة الأميركية، هيلاري كلينتون، عن مطالبة الإدارة الأميركية بوقف «النمو الطبيعي» للمستوطنات.
وقال عبّاس، أمام مجموعة من الباحثين والنشطاء السياسيين العرب واليهود الأميركيين، إنه يحمل مقترح سلام جديداً يعتزم طرحه خلال لقائه مع أوباما، يشمل عناصر من خطة خريطة الطريق.
وقالت مصادر مطلعة شاركت في الاجتماع إنه يبدو أن هناك محاولة لتلميع «المبادرة العربية» وتحسينها بحيث تصبح ركيزة أساسية لأي مبادرة أميركية لتسوية الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، وخاصة أنها تقفز عن الحق الثابت للاجئين الفلسطينيين بالعودة الكاملة لأراضيهم وممتلكاتهم والتعويض لهم تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة الرقم 194، حيث تنص المبادرة العربية على «التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 194».
وفي السياق، قال أبو مازن إنه لن يطالب بعودة خمسة ملايين لاجئ فلسطيني إلى إسرائيل، مضيفاً: «لن نقوم بتدمير إسرائيل». كذلك أكد أهمية عبارة «يُتفق عليه» في المبادرة العربية، وهي تعني أنه «ليس هناك من يستطيع فرض أي شيء على الطرف الآخر». وأكد أن السلطة الفلسطينية ستواصل تعاونها الأمني مع إسرائيل بغض النظر عن مستوى التقدم أو فقدانه في المفاوضات السياسية. وقال «إنه في مصلحة كل منّا ومن إسرائيل».