الدوحة ــ الأخبارلم يكن يتوقع كثيرون تحقيق مصالحة مصرية ــ قطرية في القمة العربية في الدوحة. ذلك أن المقدمات التي تحتاج إليها خطوة من هذا النوع، لم تحصل، وما أمكن عقده من اجتماعات واتصالات لم يكن كافياً لأكثر من توضيحات لموقف كل من الطرفين إزاء نقاط الخلاف.
وبحسب دبلوماسيين عرب في العاصمة القطرية، فإن السعودية، بعدما أبلغها الرئيس المصري حسني مبارك تحفظه على مشاركة أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني في القمة الرباعيّة في الرياض، باشرت سلسلة من الاتصالات شاركت سوريا في قسم منها، وأدت في مرحلة أولى إلى إقناع الجانبين المصري والقطري بالتواصل المباشر لمناقشة القضايا العالقة. وتم ترتيب الاجتماعات على مستوى وزاري واستخباري، ما أدى إلى توضيح الكثير من النقاط المعروفة مسبقاً من الطرفين.
ويلخص الدبلوماسيون المواقف على الشكل الآتي:
ـــــ طالبت القاهرة بأن تبادر قطر إلى إطلاق مواقف تكون قريبة لوجهة النظر المصرية من ملف الحوار الفلسطيني، والامتناع عمّا تسميه القاهرة الدور السلبي لقطر الذي لا يساعد على تحقيق مصالحة فلسطينية ـــــ فلسطينية. مع الإشارة إلى تفاصيل تخص العلاقة بين قطر وقيادة فصائل المقاومة والدعم المقدم لها إعلامياً وسياسياً ومادياً.
ـــــ طالبت القاهرة بأن تبادر قيادة قطر إلى سلوك مختلف لناحية منع أي انتقاد إعلامي من قناة «الجزيرة» مباشرة، وعدم استضافة عدد من الشخصيات المصرية المعارضة للنظام في برامج انتقادية لحكم مبارك، والضغط لدى من تفترض القاهرة أنهم «تحت مونة» قطر في هذا المجال.
ـــــ شكت مصر من العلاقة القائمة بين قطر وسوريا وإيران وقوى تدور في فلك هاتين الدولتين في لبنان وفلسطين، وفي العلاقة مع مجموعات ترتبط عملياً بالإخوان المسلمين.
أما من الجانب القطري، فإن صورة الموقف جاءت على الشكل الآتي:
ـــــ أبلغت قطر من يعنيه الأمر أن قمة الدوحة قمة عربية عادية، وأن من يريد مقاطعتها ليفعل ذلك. كذلك فإن قطر ليست خجلة من موقفها إلى جانب الحق العربي المتمثل بنضال اللبنانيين والفلسطيين بوجه الاحتلال الإسرائيلي.
ـــــ ترى قطر أن العلاقة بإيران يجب أن تكون جيدة وممتازة لأسباب كثيرة، أهمها الموقع الجغرافي والنوعي لإيران في المنطقة، وأن على العالم العربي الاستفادة من علاقة جيدة مع إيران لا الدخول في محاور بوجهها.
ـــــ تعتقد قطر أنها قامت بواجبها لحماية الصف العربي، لكنها ليست في وارد قبول أي نوع من الشروط لتحقيق نتائج في الشكل مثل حضور مبارك للقمة العربية، أو تقبل بقمع «الجزيرة» لأن في ذلك ما يريح الآخرين، علماً بأنه ليس هناك حملة من «الجزيرة» على الموقف المصري.
وبحسب الدبلوماسيين، فإنه ليس متوقعاً حصول تغييرات كبيرة في مواقف الطرفين في المرحلة المقبلة، إذ تعتقد قطر أنها قامت بكل ما يجب، لكن مصر ترفض التقدم خطوة إلى الأمام. وإن قطر ليست بوارد التراجع عن مواقفها من مختلف المسائل التي تعيشها المنطقة ولا عن تحالفاتها لإرضاء هذا أو ذاك.